مزدوجو الاستثنائية يشكلون ما يقارب من 5% من الأفراد ذوي الموهبة بشكل عام.
لعل مصطلح "مزدوجو الاستثنائية" من المصطلحات الجديدة على أسماعنا ... وهذا بحد ذاته يشكل جزءًا من المشكلة ويؤكد على ضرورة إلقاء الضوء وتسليطه على هذا المصطلح وعلى هذه الفئة من المبدعين التي لم تحظ بالاهتمام والتركيز الكافي، علمًا بأنها مليئة وثرية بالطاقات والمواهب التي لا بد أن تحظى بالاهتمام والمتابعة لإبراز مواهبها وتنميتها بما يضمن ظهور فئة من المبدعين المتميزين الذين ينافسون غيرهم من الموهوبين والمبدعين بل وقد يتفوقون عليهم.
بداية نقول إن مصطلح "مزدوجو الاستثنائية" هو المصطلح العلمي الذي يُقصد به الأطفال الذين يعانون من إعاقة وفي الوقت ذاته يتميزون بموهبة أو قدرات استثنائية كما يوضح أستاذ الموهبة وتنمية التفكير بجامعة الملك فيصل الأستاذ الدكتور عبد الله الجغيمان ، والذي سلط الضوء خلال المقابلة التي أجرتها معه مجلة الخطوة في هذا العدد على هذه الفئة من ذوي الإعاقة وعلى مشكلتها كونها لم تحظ بالاهتمام الكافي من الجهات المعنية مما يؤثر سلبًا على موهبتها وإبداعها.
ولعل من المثير ملاحظة أن فئة "مزدوجي الاستثنائية" والتي تمتاز بوجود موهبة وإعاقة في نفس الوقت هي فئة ليست قليلة من حيث العدد، فهذه الفئة تشكل ما يقارب من 5% من الأفراد ذوي الموهبة بشكل عام، وهذا يعني أن أعدادهم كبيرة، ومن الهدر الكبير عدم استفادة المجتمع من قدراتهم وتوظيف مواهبهم.
تصنيف وأنواع مزدوجي الاستثنائية
صنفت المنظمة العالمية للأطفال الموهوبين مزدوجو الاستثنائية إلى ثلاث فئات وهي:
بينما يشير الأستاذ الدكتور جميل الصمادي استشاري الموهبة في الجامعة الأردنية إلى أن أنواع مزدوجي الاستثنائية هي ست أنواع: الموهوبون ذوو الإعاقة الجسمية، والموهوبون ذوو الإعاقة الحسية، والموهوبون ذوو متلازمة اسبرجر(يعاني هؤلاء الأشخاص من مشكلات في اللغة والتفاعل الاجتماعي، ويتميزوا بشغف كبير لاكتساب المعرفة ولديهم مهارات متقدمة في مجموعة متنوعة من المجالات)، والموهوبون ذوو الاضطرابات السلوكية والانفعالية، والموهوبون مع اضطراب تشتت الانتباه (النشاط الزائد)، والموهوبون ذوو صعوبات التعلم.
ومن خلال ما سبق نلحظ أن فئات الموهبين من ذوي الإعاقة هي فئات كثيرة ومتعددة، وبالتالي فإن الموهبة ليست مقتصرة على فئة واحدة أو فئات قليلة من فئات ذوي الإعاقة، مما يجعل المسؤولية كبيرة على القائمين على علاج ومتابعة ذوي الإعاقة باكتشاف مواهبهم مبكرًا وبالتالي رعايتها وتنميتها والإفادة منها.
كيف نكتشف مزدوجي الاستثنائية؟
اكتشاف المواهب بشكل عام، واكتشاف المواهب لدى ذوي الإعاقة بشكل خاص مهمة ليست بالسهلة، ويكتنفها الكثير من الصعوبات والغموض في بعض مراحلها، وفيما يتعلق بمزدوجي الاستثنائية على وجه الخصوص فإن إجراءات التعرف عليها معقدة ويجب أن يأخذ التقييم بعين الاعتبار كلًا من تقييم الموهبة والإعاقة، وهناك بعض الاعتبارات التي اقترحها أحد الباحثين وهو الأستاذ الدكتور جميل الصمادي لتحديد الطلبة مزدوجي الاستثنائية من قبل متخصصين في مجالات تعليم الموهوبين والتربية الخاصة، ومنها:
حساسية ... وصراع
يخوض الأطفال مزدجو الاستثنائية صراعًا مع المهارات الأساسية نتيجة لصعوبات المعالجة المعرفية، وبالتالي فإنهم بحاجة إلى تعلم استراتيجيات بديلة تعويضية من أجل إتقان المهارات الأساسية، كما إنهم يُظهرون قدرة لفظية عالية في كثير من الأحيان، ولكنهم يواجهون صعوبة بالغة في اللغة المكتوبة، فقد يستخدمون اللغة بطرق غير مناسبة وأحيانًا غير لائقة، كما يواجهون مشاكل في القراءة بسبب العجز في العمليات المعرفية، ومشاكل في مهارات الذاكرة ونقص الانتباه وغيرها مما يجعل من التعامل معهم بحاجة إلى حساسية ودقة، وبما يعكس حجم الإرادة المتوفرة لدى الذين نجحوا منهم في إبراز موهبتهم وإبداعهم رغم كل هذه المعيقات، وهذا بدوره يضع مسؤولية كبيرة على عاتق المختصين الذين يتعاملون مع الأطفال ذوي الإعاقة في اكتشاف هذه المواهب مبكرًا بالدرجة الأولى، ثم حسن التصرف والتعامل معها ثانيًا، ثم التغلب على الصعوبات والمشاكل التي تواجه هذه الفئة في اكتشاف مواهبها وصقلها ثالثًا، أو التقليل من تأثير هذه الصعوبات والمشاكل على أقل تقدير.