معارض مجانية للمعوقين في الأسواق التجارية ومراكز التسوق الكبرى
التاريخ : 7/11/2016 الموافق : 1438/2/7
img_6299   يطالب المعوقون بإيجاد أركان ثابتة لهم في المراكز والأسواق التجارية؛ لعرض منتجاتهم اليدوية من مشغولات شعبية وعطور وأطعمة وغير ذلك، ويؤكدون أن بعض الجمعيات الخيرية تقيم معارض لتسويق منتجاتهم، ولكنها تكون في مناسبات متباعدة على مدار العام، ولا تساهم في تأمين دخل ثابت يضمن لهم حياة إنسانية كريمة! ويرى المعوقون أنهم يواجهون مشكلات كثيرة، صحية ونفسية واجتماعية؛ ولذلك تكون معاناتهم، دون غيرهم، كبيرة! ويناشدون أصحاب المولات التجارية والأسواق تحمُّل مسؤولياتهم الاجتماعية والإنسانية بتخصيص أركان لهم لعرض منتجاتهم وبيعها للمتسوقين بدلاً من أن يضطر بعضهم إلى بيع وتسويق معاناتهم مع الإعاقة للحصول على الشفقة والإحسان.. كالمتسولين!   وفي ذلك تقول نورة الدوسري، من وادي الدواسر، والتي تحرص على المشاركة في الكثير من المعارض، سواء التي تقيمها وزارة الشؤون الاجتماعية أو الجمعيات الخيرية مثل المهرجان الأول لأسر ذوي الإعاقة المنتجة الذي نظمته جمعية الأطفال المعوقين خلال الفترة من 1-2 جمادى الأولى 1437هـ الموافقة 10-11 فبراير 2016م، بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض: "أشارك عادة في هذه المعارض بمعروضات من الكروشيه التي أعدها بنفسي في المنزل، وهي موهبة اكتشفتها منذ الطفولة، وأكدتها في المدرسة الفنية في وادي الدواسر"، وتضيف أنها شاركت في الكثير من المعارض التي تكمن أهميتها في إسعاد أصحاب الاحتياجات الخاصة بإبراز مواهبهم وقدراتهم في مختلف الفنون، سواء كانت أعمالاً يدوية ومشغولات وغير ذلك، كما تساعدهم مادياً، و"لكن الأهم هو إبراز المواهب وتقديمها للجمهور". وتوضح نورة الدوسري قائلة: "إن المشاركة في المعارض شيء إيجابي، ولكن لها بعض السلبيات بسبب ما نعانيه في بعض المواصلات من أجل الوصول إلى المعرض؛ إذ يحتاج عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى سيارات مجهزة أو حتى توفير باصات للتوصيل إلى المعرض؛ حتى لا يتحمل المعوق تكاليف زائدة"، مؤكدة أن "المعوق يواجه بعض المشكلات، منها نظرة أفراد المجتمع التي تتعامل معه كشخصية عاجزة لا تستطيع أن تفعل شيئاً، بينما أصحاب الاحتياجات الخاصة لهم قدرات". وتطالب نورة أصحاب المراكز التجارية والمولات في الأسواق بتخصيص بعض الأركان المجانية لأصحاب الاحتياجات الخاصة بالشكل المناسب لعرض منتجاتهم كمساعدة لهم على إيجاد دخل ثابت، وتوضح: "يمكن أن يكون لي معرض خاص بي داخل هذه الأسواق ويكون مساهمة من أصحاب الأسواق للعمل الاجتماعي دون أن يفرضوا علينا شروط عدم البيع؛ فهناك الكثير من أصحاب المعارض يوافقون على مشاركة بعض ذوى الاحتياجات الخاصة بأعمالهم ولكن للعرض فقط دون البيع، فماذا يستفيد أصحاب الاحتياجات الخاصة؟ بل ستزيد تكلفة المواصلات والنقل من أعبائهم المادية، وليس العكس. وتقول نورة الدوسري: "لا أقبل الحصول على دعم مادي أو إعانة لمجرد حضوري في أي معرض أو سوق دون بيع منتجاتي؛ لأنني أنتج كل يوم أشكالاً وأعمالاً متنوعة من الكورشيه، وإذا لم أقم ببيعها سأتوقف عن الإنتاج؛ لأنها تكلفني الكثير من المال لشراء الخيوط والإبر، وكذلك الجهد والوقت؛ ولهذا فإن البيع على الأقل يساعدني على الاستمرار في إنتاج أشكال وأعمال جديدة باستمرار".   التاجر الصغير وتقول أم فهد النتيفات، وهو من أطفال جمعية الأطفال المعوقين، إنها شاركت قبل ذلك في معرض التاجر الصغير، وإنها تعرض "بخور فهد الدواسر"، وهو عبارة عن "هدية طفلي الحبيب لكل رواد المعارض"، مؤكدة أهمية مثل هذه المعارض والمهرجانات من أجل التواصل الإنساني بين الأطفال أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكذلك بين الأمهات وأولياء الأمور عموماً، ومن جهة أخرى للترويج للمنتجات التي تعرضها. وتؤكد أم فهد ضرورة تخصيص أركان مجانية بالأسواق والمراكز التجارية حتى يتمكن أصحاب الاحتياجات الخاصة من عرض منتجاتهم وإتاحة الفرصة لهم للحصول على موارد مالية تعينهم على تحمل الأعباء الكبيرة بسبب إعاقتهم أو إعاقة أطفالهم. وترى أم فهد أن "المساحات الشاغرة في الأسواق والمراكز التجارية كثيرة، ولن يؤثر في شيء تخصيص بعض الأركان لأصحاب الاحتياجات الخاصة؛ باعتبارها جزءاً من المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات وأصحاب هذه المراكز التجارية، والتي سيكون مردودها كبيراً بالنسبة إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة وأسرهم".   فرصة التواصل تقول أم سعود ومانع العتيبي: "إن المشاركة في المعارض فرصة للتعرف على أمهات الأطفال المعوقين وتبادل الخبرات، ولكن المعارض مؤقتة أو محددة بموعد سنوي وليست بصورة مستمرة؛ ولهذا فإن تخصيص أركان بالمراكز والمولات التجارية يتيح أكثر من فرصة للأمهات تحديداً؛ فأولاً لتسويق المنتجات، وثانياً للتواصل من الأمهات الأخريات للأطفال المعوقين، سواء من العارضات أو رواد هذه المراكز والمولات وغير ذلك من الأسواق؛ وبالتالي تبادل الرأي والخبرات حول أطفالهن، إضافة -كما ذكرت- إلى تأمين دخل ثابت يعينهم على متطلبات الحياة واحتياجات أبنائهن، سواء من ناحية العلاج أو التعليم أو التأهيل، وكلها أمور تكلفتها مرتفعة وباهظة الثمن". وتضيف أم سعود ومانع، أن "الموافقة على مثل هذا الاقتراح ستفيد أمهات كثيرات، وأتمنى أن تتبناه وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة التجارة، وكذلك الغرف التجارية؛ إذ سيسهل المعيشة على أصحاب الاحتياجات الخاصة ويساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة، وتأمين حياة إنسانية كريمة لهم وكذلك لأسرهم"، مشيرة إلى أن "الدولة لم تقصر في الخدمات التي تقدمها لأصحاب الاحتياجات الخاصة وأسرهم؛ ولهذا فإن على القطاع الخاص أن يقوم بواجباته الاجتماعية أيضاً".   حضور مهم ومن جانبها ترى أم حسن وعلي العزازي، والتي كانت مشاركة في المهرجان الأول لأسر ذوي الإعاقة المنتجة، أن "المشاركة في المعارض -بصفة عامة- لها أهمية كبيرة للأطفال ولأسرهم، وإذا تم تخصيص أركان مجانية لأمهات أصحاب الاحتياجات الخاصة فإنه سيكون مفيداً إلى حد كبير وسيحقق عائداً مجزياً لأسر أصحاب الاحتياجات الخاصة، والذي يمكن أن يساعدهم على تلبية متطلبات أبنائهم من علاج وتعليم وغير ذلك". وتوافق أم بندر على ذلك، خصوصاً أنها تشارك عادة في المعارض بالأكلات الشعبية، وترى أن الكثير من العائلات يقبلون على الأكلات الشعبية في المولات والمراكز التجارية. وتؤكد على ذلك أم خالد الحناكي التي تقول: "إن تقديم أصحاب المعارض هذه الأركان للأمهات لبيع منتجاتهن مبادرة طيبة، تجاه الأسر، وأيضاً المجتمع، خصوصاً أن الكثير من الأمهات في حاجة ماسة إلى المساندة والدعم من كافة النواحي".   إيجابيات متعددة تقول أم محمد: "لا أحد يتصور أهمية هذه المعارض للتعرف على الأمهات والأطفال؛ فهي إيجابية من كل النواحي، وفوائدها متعددة، مادية ومعنوية. ولابد من تشجيع الأمهات على عرض منتجاتهن، وخصوصاً التي تعتمد على الأعمال اليدوية مثل المشغولات والمأكولات"، وتضيف أن مشاركتها في المهرجان الأول لأسر ذوي الإعاقة المنتجة كان لها أكثر من فائدة. بينما ترى أم سلطان أن "المعارض جميلة للأسر وللأطفال من أصحاب الاحتياجات الخاصة، ونتمنى أن تكون دائمة في المولات والمراكز التجارية والأسواق؛ حتى تكون متنفساً للأسر، وتعينهم على الأعباء الكثيرة التي تواجههم في تربية أبنائهم من أصحاب الاحتياجات الخاصة، خصوصاً أن الأطفال يكبرون وتكبر معهم مشكلاتهم وأعباؤهم؛ ولهذا فإن على رجال الأعمال المشاركة في هذا المقترح بتخصيص أركان مجانية في مراكزهم التجارية للمعوقين، ويمكن أن تكون بالتناوب.. وهي من المؤكد ستكون ذات فائدة كبيرة للأسر". وتشارك أم محمد في هذا الرأي، مؤكدة أن "في رجال الأعمال الخير، ولهم مبادرات خيرية كثيرة، وأظن أنهم سيتجاوبون مع هذه الدعوة لمساعدة ذوي الأطفال المعوقين"، مشيرة إلى أنها تحرص على المشاركة في المعارض مثل معرض المهرجان الأول لأسر ذوي الإعاقة المنتجة بعدد من الأكلات الشعبية للدعم المادي في الحياة اليومية، مشيرة إلى دورها في "إعانة الأسرة على متطلبات الحياة واحتياجات ابنها". وتقول تذكار، وهي من اللائي شاركن في المهرجان الأول لأسر ذوي الإعاقة المنتجة، إن والدتها هي التي شجعتها على المشاركة في المهرجان، وبعد تجربتها الأولى تؤكد أن "المعرض مهم جداً"، وأنها ستواصل المشاركة في كل المعارض؛ لأنها تحلم بأن تكون سيدة أعمال، وأنه "من الضروري تذليل العقبات أمام أصحاب الاحتياجات الخاصة"، وتؤيد فكرة أن تكون هناك أركان خاصة لهم في الأسواق التجارية والمولات وغيرها من المراكز التجارية. وتقول رحمة الدوسري: "من الضروري ابتكار وسائل جديدة لمواجهة الصعوبات التي يعاني منها المعوقون، وإن تحديد مواقع داخل المراكز التجارية أو أركان لأصحاب الاحتياجات الخاصة لبيع منتجاتهم سيكون خطوة مهمة وكبيرة لمساعدتهم". وتشاركها في ذلك أم راشد التي سبق أن شاركت في الكثير من المعارض التي تنظمها الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية، وتؤكد أنها مصدر دخل لها ولأولادها، وأن "تحديد مواقع أو أركان للمعوقين وأسرهم في المراكز التجارية سيساعدهم كثيراً ويقلل من الصعوبات التي يواجهونها في الانتقال بمنتجاتهم من معرض إلى آخر. أما تحديد أركان فسوف ييسر عليهم كثيراً، خصوصاً أنها يمكن أن تكون أركاناً متحركة مثل التي توضع للجمعيات للتبرع أو للشركات للترويج لمنتجاتها".