الهذلول: الجائزة تستحق العالمية
التاريخ : 8/9/2022 الموافق : 1444/2/12

 

في حوار مع فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول:

  • أولت بلادنا الغالية فئة ذوي الإعاقة عناية فائقة، وأصلحت لهم شأن دنياهم ورعت ما يُصلح شأن دينهم وأخراهم.
  • لهذه الجائزة دور مهم في إذكاء المنافسة والتنافس بين أبنائنا وبناتنا من هذه الفئة الغالية، وهذا من خير ما يتنافس فيه المتنافسون.
  • لجنة الجائزة هي عمادٌ من أعمدة نجاحها، عليها تقوم، وبمجهوداتها وتميزها يزداد تميز الجائزة.
  • مبنى جائزة الأمير سلطان لحفظ القرآن الكريم رافد مهم لانطلاقات مستقبلية ينتظرها سمو الأمير، وهو مكرمة مشكورة لا حرمه الله الأجر.

 

 

 

      أكد فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول عضو أمانة جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة، ورئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض (مكنون) على الدور الكبير الذي توليه المملكة لفئة ذوي الإعاقة في شأن دينهم ودنياهم، وأشاد بالجهد الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والعناية الخاصة التي يقدمها لفئة ذوي الإعاقة منذ كان أميرًا لمنطقة الرياض، كما أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال ذوي الإعاقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في خدمة ذوي الإعاقة وتعهدهم دينيًا ودنيويًا ومن ذلك ما يقوم به منذ أكثر من ربع قرن في رعاية ومتابعة جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة، واقترح أن يتم توسيع الجائزة لتصبح على مرحلتين: الأولى محلية والثانية عالمية، وغير ذلك من النقاط التي تناولها هذا الحوار.

 

1. بداية حدثنا عن أهمية هذا الجائزة ودورها للأطفال ذوي الإعاقة.

معلومٌ لديكم أن أهمية الشيء تُكتسب منه ولا تكون من أمرٍ خارجٍ عنه، وهذه الجائزة مصطفاة بأمرين عظيمين:

الأول: أنها متعلقة بخير كلام، كلام الرب تبارك وعز، المختوم به الرسالات، المُنار به على البشرية، المُتحول به من الجاهلية إلى العلم والعقل، المختار لهداية البشرية أفرادًا ومجتمعات وإصلاح حالهم، الهادي للتي هي أقوم، المبشر للمؤمنين والمنذر لسواهم، المعجز بكل وجه، المنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، المتعبد بتلاوته وفهمه وحفظه وتحفيظه والعمل به، المتوعد بالأجر الجزيل للعناية به على جميع أوجهها، إذا كان هذا حال مادة الجائزة فإنَّ أهميتها مكتسبة منه.

الثاني: أنها مختارة لفئة محظوظٌ بالعناية بهم ومرغب، وهم فئة ذوي الإعاقة، ومعلومٌ أنَّ هذه الفئة شملهم الله بالإضافة إلى الحقوق العامة لسائر الناس بحقوق خاصة ورغَّب في العناية بهم والانتباه إلى شأنهم، في جملة من الآيات والأحاديث كما في سورة عبس، وكما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ صبرهم على ما مر بهم خيرٌ لهم من دعاءه أن يحول حالهم إلى حال السلامة.

    فإذا عُلِمَ هذا، عُلِمَ أنَّ هذا الباب من الفضل والخيرية اصطُفي له نخبة من الخيرين للقيام به والرقي بأنفسهم إلى تلك الفضائل، وفي طليعة أولئك مؤسس هذه الجائزة وراعيها في مشمول رعايته وعنايته بهذه الفئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز – زاده الله توفيقًا وسدادًا -.

     ولا شكَّ أنَّ لهذه الجائزة دورًا مهمًا في إذكاء المنافسة والتنافس بين أبنائنا وبناتنا من الفئة الغالية، ولاشكَّ أنَّ ذلك من خير ما يتنافس فيه المتنافسون: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}، "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

2. هل لك أن تحدثنا عن الدور الذي تقوم به لجنة الجائزة ولا سيما المحكمين في سبيل إنجاح الجائزة وتميزها؟

     لجنة الجائزة هي عمادٌ من أعمدة نجاحها، عليها تقوم، وبمجهوداتها وتميزها يزداد تميزها، ويبدأ دور هذه اللجنة من نهاية كل دورة ويستمر إلى ما بعد الدورة التالية، فدراسة الدورة الحالية وتقييمها وتقويمها ورصد جوانب القوة وتعزيزها ورصد الجوانب الأخرى وتلافيها يبدأ قبل نهاية الدورة السابقة، ثمَّ يُدرس كل ذلك بالإضافة إلى المقارنة مع المسابقات الأخرى في هذه البلاد المتميزة بإقامتها بتصانيفها المختلفة، ويُدرس كل ذلك لتخرج التوصيات التي يتم العمل عليها ما أمكن ذلك، ابتداءً من اللحظة الأولى لظهور التوصية ومباركة الأمانة العامة لها.

وفي هذا المقام، أجدها فرصة سانحة لإجزال الشكر والدعاء للجمعية ومجلس إدارتها وكافة منسوبيها والعاملين بها على وجه العموم، وللأمانة العامة للجائزة وفرق العمل المتميزة، لا حرمهم الله الأجر.

    ولا شك أنَّ للجان التحكيم والمحكَّمين أدوار رائدة ومتميزة كسائر المسابقات، إلا أنّها في هذه الجائزة تتميز بالرحمة والرفق ومراعاة أحوال المتسابقين، وأصحاب الفضيلة أعضاء اللجان على مختلف الدورات على قدرٍ متميز جدًا من التأهيل ومراعاة جميع تلك الجوانب، أجزل الله لهم المثوبة والأجر وأدام عليهم التوفيق والتسديد.

3. تبذل الدولة حفظها الله جهودًا كبيرة في خدمة كتاب الله وخدمة الجهات التي تقوم على تحفيظه للناشئة، هل تحدثنا عن دور الدولة في هذا الشأن وخاصة في مجال الأطفال ذوي الإعاقة؟

     إذا عُدَّت المراحل التاريخية في العناية بكتاب الله منذ نزول الوحي على المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – إلى يومنا هذا فلا يُجادل أحدٌ في أنَّ المملكة العربية السعودية تشرفت بحظٍ وافرٍ من ذلك، ولئن لُقِّبَ ملوك هذه البلاد وتشرفوا بخدمة الحرمين الشريفين، فإنَّ في مشمول تلك الخدمة خدمة كتاب الله – عزَّ وجل – الذي نزل بينهما وفي ربوعهما، ولا تنحصر الشواهد المؤكدة والمؤيدة لذلك، ومن أبرز ذلك: العمل به والسير على منهاجه في السياسة الشرعية لحكام هذه البلاد، والإلزام بالتقاضي والتحاكم إليه، وجعله دستورًا لهذه البلاد، والعناية بحملته وحفاظه ومُحفظيه.

    ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أدام الله توفيقه – عناية خاصة بكتاب الله، فهو الذي ظلَّ طيلة فترة حكمه للرياض رئيسًا فخريًا لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بها، وكان بالإضافة إلى ذلك -وبصفته الشخصية- يتابع الجمعيات في جميع مناطق المملكة من خلال الجهات المشرفة عليها ويرعاها ويبذل لها، وقد تبنى ورعى الجائزة المحلية لحفظ القرآن الكريم التي تتنافس بها مناطق المملكة، وهذا دأب غير مستغرب على حكامنا الأجلاء – نصرهم الله -.

    لقد عُنيت بلادنا الغالية بجميع فئات المجتمع، وبفئة ذوي الإعاقة برعاية وعناية فائقة، وقد أصلحت لهم شأن دنياهم على غاية الصلاح، ورعت ما يُصلح شأن دينهم وأخراهم كذلك بالعناية الفائقة، ومن ذلك إقامة حلقات تحفيظ القرآن الخاصة بهم، وحث أهاليهم على تحفيزهم وتشجيعهم على تعليمهم إياه قراءة وحفظًا وفهمًا، وتوِّج ذلك بالمنافسة بهذه الجائزة المتميزة المباركة.

4. شارك في جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة آلاف الأطفال من داخل المملكة وخارجها، ما هي كلمتك ونصيحتك لهؤلاء الأطفال وذويهم من أجل متابعة مسيرة حفظ القرآن الكريم؟

     في الحقيقة نحن الذين نلتمس النصيحة من هؤلاء المتميزين النجباء، ولكن هي وصية وتواصٍ وتذكير بأمرين جليلين:

الأول: ما ختم الله به سورة العصر، {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}، فالمؤمن يجب أن يُخلص لله ثم يتابع سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأن يعمل بما جاء بهما من أحكام ومعاملات وآداب وأخلاق تخصه وتخص مجتمعه وأسرته، وأن يذكِّر بها وأن يصبر عليها.

الثاني: أن نصطحب معنا في أحوالنا كلها حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – المتفق عليه: "الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران"، والحمد لله على كرمه وفضله.

5. في ظل تدشين مبنى جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم الخيري، وما يُتوقع أن يعكسه من آثار إيجابية على تطوير الجائزة وتوسعها، ما هي رؤيتكم وتوقعاتكم المستقبلية لواقع الجائزة؟

الحقيقة ظاهرت بأنَّ أصحاب الفضيلة والسعادة في الجائزة يبذلون جهودًا عظيمة في رفع المنافسة وتحقيق مقاصد سمو راعي الجائزة، وهم في ذلك في منافسة مع أنفسهم زادهم الله حرصًا وتوفيقًا، والمبنى المبارك الخيري سيكون رافدًا لانطلاقات مستقبلية ينتظرها سمو الأمير وهو مكرمة مشكورة لا حرمه الله الأجر.

وإن كانَ من طموح فهو أن يُدرس توسيع المنافسة في الجائزة، أو أن تكون على مرحلتين، لتكون في أحد أطوارها محلية وفي طورٍ أوسع عالمية، وهذا الفضل والخير والسبق يليق بهذه الجائزة، أسأل الله أن يبارك في الجهود وأن ينفع بها.

 

 

6. كلمة أخيرة تودون توجيهها لأبنائنا من ذوي الإعاقة.

هي ليست كلمتي، هي كلمة سمعناها جميعًا من سمو راعي الجائزة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بأنَّ اللحظات التي يقضيها مع أبنائه ذوي الإعاقة وبالقرب منهم هي من أسعد اللحظات وأجملها، وقد سمعت غالب العاملين في الجمعية وفي الجائزة يكررونها ويؤكدون عليها، وأنا أقولها لكم وأؤكد عليها، يُبهجنا ويسعدنا كثيرًا الالتقاء بكم، فهنيئًا لنا بكم، ونتطلع لكم في المستقبل أن تقودوا هذه الجائزة وغيرها من المشاريع التنموية والإنسانية في بلادنا الغالية.