الكمالي: جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم أكبر محفّز للطلاب أصحاب الهمم  
التاريخ : 8/9/2022 الموافق : 1444/2/12

 

في حوار مع المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عبدالله إسماعيل الكمالي:

 * الإمارات من أوائل الدول التي تعمل على خدمة كتاب الله وتعليمه وتحفيظه، وهناك العديد من المؤسسات التي أُطلقت في هذا الإطار بهدف رعاية كتاب الله

*هناك شراكة استراتيجية بين مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية من خلال اتفاقية مشتركة لخدمة أصحاب الهمم

* الجائزة وسيلة حضارية للتواصل بين شعوب الأرض من خلال التفاعل والمشاركة مع الآخرين في إطار تنافسي هادف

 

توجه المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عبد الله إسماعيل الكيالي بالشكر لكل القائمين على جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة، موضحًا أن الجائزة تشكل داعمًا وحافزًا رئيسًا للطلاب أصحاب الهمم المشاركين في منصة القران الكريم، كما أنها وسيلة حضارية للتواصل بين شعوب الأرض من خلال التفاعل والمشاركة مع الآخرين في إطار تنافسي هادف، كما أوضح أن الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول في العالم التي تعمل على خدمة كتاب الله وتعليمه وتحفيظه، وفي نفس الوقت تعمل على خدمة أصحاب الهمم وذوي الإعاقة، وأكد على الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية من خلال اتفاقية مشتركة لخدمة أصحاب الهمم، وغير ذلك من المحاور التي تضمنها هذا اللقاء

- تعتبر مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من أهم وأكبر المؤسسات والجمعيات المختصة برعاية وتأهيل أصحاب الهمم في المنطقة، وتميزت بكونها مظلة جامعة وحّدت كافة الجهود المبذولة في مجال رعاية تلك الفئات، هل يمكن أن تقدموا لنا نبذة عن المؤسسة وتجربتها؟

*أُنشئت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي بتاريخ 19 أبريل عام 2004 الموافق 29 صفر لعام 1425 هجرية، ويرأس مجلس إدارة المؤسسة سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، وتعمل المؤسسة على تقديم خدمات متطورة للأشخاص أصحاب الهمم واستثمار مواردها وطاقاتها في بيئة إيجابية لتمكينهم تعليمياً ووظيفياً وثقافياً واجتماعياً بما يناسب إمكاناتهم وتطلعاتهم، والإسهام في زيادة تفعيل أدوار المجتمع وتحقيق التنمية الاجتماعية، وتضم المؤسّسة مراكز ونوادٍ مُخصصة لأصحاب الهمم على مستوى إمارة أبوظبي، وتوفر الخدمات المتكاملة التي تهدف إلى إعادة تأهيل أصحاب الهمم في المجتمع، وتشمل هذه الخدمات التدريب والتعليم والتدريب المهني والتأهيل العلاجي (التقييم، التدخل المبكر، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج النطق، ورش عمل التدريب المهني) والرعاية النفسية والإرشاد الأسري، وكذلك دعم الأنشطة التعليمية والرياضية، وتقدم المؤسسة 32 خدمة منها 12 خدمة رئيسية، و 20 فرعية لما يزيد على 18 ألف مستفيد من فئات أصحاب الهمم على مستوى الدولة مسجلين لديها، ويوجد تحت مظلة المؤسسة 14 مركزاً وثلاثة أندية رياضية موزعين على مناطق إمارة أبوظبي بواقع خمسة مراكز في منطقة أبوظبي، وأربعة مراكز بمنطقة العين وخمسة مراكز بمنطقة الظفرة، فضلاً عن الأندية الرياضية الثلاث، والتي هي نادي العين لأصحاب الهمم، ونادي أبوظبي لأصحاب الهمم، ونادي الظفرة لأصحاب الهمم، إضافة إلى إدارة مكتب رعاية المكفوفين.

- تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على خدمة كتاب الله وتعليمه وتحفيظه، ولها أيادٍ بيضاء داخل الدولة وخارجها، هل لكم أن تحدثونا عن ذلك؟

*دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول على مستوى العالم التي تعمل على خدمة كتاب الله وتعليمه وتحفيظه، وهناك العديد من المؤسسات التي أُطلقت في هذا الإطار بهدف رعاية كتاب الله، وتنظيم الفعاليات والمسابقات وتقديم الجوائز لحفظة القرآن الكريم، ومنها على سبيل المثال جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم والتي أُنشئت بتاريخ 12 رمضان 1419هـ  بقرار كريم صادر من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، وهي مؤسسة دينية تُعنى بخدمة كتاب الله الكريم من خلال ما تشتمل عليه من مسابقات قرآنية وفعاليات وبرامج ذات صلة بتنشيط حفظ القرآن الكريم ونشر الثقافة القرآنية وتشجيع الناشئة على الإقبال على هذا الكتاب الكريم والتعلق به والتثقف من علومه والالتزام به، وقد قامت الجائزة بكثير من هذه الأنشطة الدينية التي تصب في خدمة كتاب الله وعلومه الشريفة، وتستثمر الجائزة الفرص المتاحة والبيئة الاجتماعية في إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق أهدافها وتهتم بروح العمل الجماعي والتطوعي، وقد حظيت الجائزة بمتابعة كبيرة من كثير من فئات المجتمع داخل الدولة وخارجها خاصة في مسابقتها الدولية التي حققت صيتاً ومتابعة فريدتين.

     وكذلك جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، والتي انطلقت برؤية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في دورتها الأولى عام 2015 لتكون منبراً ينطلق من الإمارات للعالم يضاف إلى منابر تشجيع وحثّ الناشئة والشباب على فهم ودراسة القرآن الكريم ونشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال ومكافحة التطرف والغلو والانحراف الفكري؛ وتعد الجائزة وسيلة حضارية للتواصل بين شعوب الأرض من خلال التفاعل والمشاركة مع الآخرين في إطار تنافسي هادف، وتتبنى وسائل وتقنيات حديثة للمشاركة تُمكّن كافة الجنسيات والأعمار من المشاركة، وتتنوع فئات الجائزة لتشمل كافة الفئات العمرية ومفتوحة لكافة الجنسيات حول العالم، يتنافسون في تحبير القرآن الكريم وعلومه ويسهمون في نشر قيم وأهداف الجائزة السامية في كل فروعها، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم تعمل بالشراكة مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على تنشئة أصحاب الهمم على حفظ القران من خلال المنصة الذكية لتعليم القرآن الكريم التي جرى تدشينها بالتعاون بين المؤسسة والهيئة لتخدم عدداً من الطلاب الدارسين والدارسات من أصحاب الهمم منتسبي مؤسسة زايد العليا، وتقدم لهم خدمة تعليم القرآن الكريم عن طريق الربط بين الجانبين باستخدام دائرة تليفزيونية مغلقة، بهدف تعليم أبنائنا أصحاب الهمم القرآن الكريم وفقاً للقواعد والأصول الشرعية واختصار الوقت والتخفيف عليهم، وحرصًا على استثمار التقدم التكنولوجي لصالح تطوير خدمات المؤسسّة بما يحقق هدف تقديم خدمات نوعية متطورة لأصحاب الهمم.

- يعتبر التنسيق والتعاون بين الجهات المختصة برعاية الأطفال ذوي الإعاقة من عوامل قوة هذه الجهات وتميزها وتسهيل عملها، ما هي أوجه التعاون بين مؤسسة زايد العليا وبين الجهات الأخرى المختصة بذوي الإعاقة ولا سيما جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية؟

*ما يربط دولة الإمارات العربية والمتحدة والمملكة العربية السعودية تاريخ، وجيرة، وروابط وثيقة، وتعاون راسخ وتنسيق مستمر، وهناك شراكة استراتيجية بين مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية من خلال الاتفاقية المشتركة الموقعة بين الجانبين في إطار تعزيز التعاون المشترك بين الجمعية والمؤسسة لخدمة أصحاب الهمم في البلدين، لتبادل الخبرات والتجارب الكبيرة بينهما، ومجالات التعاون تشمل الدراسات العلمية والتدريب ونشر التوعية وإقامة الملتقيات، وضمن مبادرة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ترجمة الأغاني الوطنية الترويجية الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول الشقيقة، حيث قامت المؤسسة بترجمة أغنية "شعب واحد" المشتركة بين أصحاب الهمم الصم في "زايد العليا "وأقرانهم من الصم بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع جمعية الأطفال ذوي الاعاقة،  للتأكيد على عمق التآخي والإحساس المتبادلٌ بالأخوة والوفاء بين الإمارات والمملكة على المستويين الرسمي والشعبي، ولتكون نموذجًا في التعاون لتبقى وتقوى وتزداد رسوخاً يوماً بعد يوم.

- تشكل مشاركة الطفل من ذوي الإعاقة في جائزة خارجية لحفظ القرآن الكريم تجربة جديدة وفريدة بالنسبة لهذا الطفل، ما هي انطباعات المشاركين من دولة الإمارات عن مشاركتهم في جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة طيلة الدورات الماضية؟

*انطباع إيجابي لما له من آثار إيجابية في تعزيز وتحفيز أبنائنا على تلاوة وحفظ القرآن الكريم وتشجيعهم على ذلك، وغرس حب التلاوة، وغرس مفاهيم الدين لدي أبنائنا، ونتوجه بجزيل الشكر لكل القائمين على جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة على تلك الجائزة وهي تعتبر داعمًا وحافزًا رئيسًا للطلاب أصحاب الهمم المشاركين في منصة القران الكريم.

 -كلمة أخيرة توجهونها لأبنائنا من ذوي الإعاقة وأهاليهم.

*لا شك أن هناك أهمية كبيرة لحفظ القرآن الكريم لأبنائنا، لاسيما أصحاب الهمم، لذلك علينا تشجيعهم على حفظ كتاب الله وتدبر معانيه، واكتشاف مواهب جديدة من الذين منّ الله عليهم بالصوت العذب الجميل، وتأهيل أبنائنا من أصحاب الهمم لمواكبة أقرانهم من حفظة كتاب الله الكريم، ونوجه الدعوة للآباء والأمهات للاهتمام بأبنائهم من أصحاب الهمم في تلاوة وحفظ القرآن الكريم، وتنشيط الجانب الثقافي الديني عند أبنائنا من أصحاب الهمم، وتشجيع أندية ومراكز رعاية أصحاب الهمم في الدولة على تبني مشروع الحافظ للقرآن.