والدة يوسف الحربي: عانيت الكثير بعد جلطة ابني... والجمعية أعادت لنا الأمل من جديد
التاريخ : 3/2/2022 الموافق : 1443/7/2

حوار –بندر الماضي

      كشفت والدة الطفل يوسف نايف الحربي عن حجم السعادة التي أصبح عليها طفلها الذي عانى من شلل نصفي بعد إصابته بجلطة في الرأس، وذلك بعد أن أمضى عامه الثالث في أروقة الجمعية، وبيّنت الموجهة الطلابية الأستاذة منيرة فالح الحربي والدة يوسف بأن الجوانب النفسية التي عملت عليها الجمعية مع طفلها أسهمت بشكل كبير في تجاوز ابنها أهم المراحل العلاجية، مُرجعةً ذلك إلى الخبرة التي يمتلكها الأخصائيون والأطباء في الجمعية.

*حدثينا عن يوسف وكيف كانت إعاقته؟

-يوسف في صغره كانت لديه مشكلة في القلب الذي توقف في إحدى المرات وأُدخل على إثرها لمستشفى الملك خالد الجامعي، وأمضى قرابة الستة أيام قبل أن يصاب بجلطة في الجانب الأيسر كاملاً، وقد أثّرت الجلطة كذلك على الجانب الأيمن، وشخّص الأطباء حالته بأنها شلل نصفي، إضافة إلى وجود صعوبة في النطق.

*وصول يوسف إلى جمعية الأطفال ذوي الإعاقة كيف كان؟

-أثناء مراجعتنا لمستشفى الملك خالد، طلب مني الدكتور الذهاب لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة وعرض حالة ابني عليهم، وبصراحة لم أكن اعلم عن هذه الجمعية أي تفاصيل غير اسمها، وقد حصلت في ذلك الوقت قصة يجب أن أذكرها، وهي أنه وبعد أن قدّمت ملف ابني للجنة، كان هناك خطأ في رقم الهاتف الخاص بي، وقام الإخوة في القسم الطبي بالاتصال بالمستشفى الجامعي وحصلوا على رقمي بعد أن شاهدوا التقرير الطبي الخاص الصادر من المستشفى الجامعي، وهذا جهد يشكرون عليه.

 *وماذا عن تقبل يوسف للعلاج في مراحله الأولى داخل الجمعية؟

- بكل صراحة وجود يوسف في الجمعية أحدث نقلة نوعية في حياته، وفي حياتي أنا شخصيًا، الجلطة كانت قوية على جسم يوسف، والأطباء قالو لنا أنها في أكبر شريان في رأسه، وتبقى شعره على وصولها لجذع الدماغ، ومنذ اليوم الأول له في الجمعية وهو في تقدم مستمر ولله الحمد، مع تنوع برامج التأهيل له عبر برامج العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق والتخاطب، قبل أن ننتقل إلى المرحلة الثانية والتي حصل فيها يوسف على جبيرة خاصة وكانت بداية الأمل في تغير الوضع الصحي له، حيث قاموا بتجبير اليد السليمة من أجل أن يضطر لاستخدام اليد التي تعاني من الشلل، ، وقد أسهم وجود طفلي في الجمعية مع الأطفال وتنوع برامج الجلسات وتعدد الأخصائيات في انطلاقه وبدايته في النطق، ووصل تأثير ذلك إلي أنا شخصيًا، وبالمناسبة أنا أم لطفل مصاب بالتوحد أيضًا، وأعرف الكثير من المراكز والمستشفيات، ولكن الذي وجدته داخل الجمعية أمر يفوق الوصف من حيث الابتسامة ورحابة الصدر، حتى أننا نشعر ونحن في الجمعية وكأننا في بيوتنا.

* وماذا عن الجانب الأكاديمي واستفادة يوسف من ذلك؟

-يوسف بعد ان أمضى فترة في الأقسام التأهيلية، انضم لبرنامج الطفولة المبكرة، التي تنوعت بين تعليم الحروف وقراءة القران، إضافة الى كيفية الإمساك بالقلم بالشكل الصحيح، إلى جانب دخوله في برنامج التكامل الحسي، خصوصاً وأنه كان ينزعج من الأصوات القوية، وكان يوسف يتطور مع كل برنامج ينطلق فيه، وانعكس ذلك عليه بشكل كامل، حتى أنه عندما نكون في المنزل يتساءل هل لدي موعد غدًا؟ ويكون سعيدًا حين يعلم أن لديه موعد في اليوم التالي وينام مبكرًا، وهذا كان بسبب التعامل الإيجابي والبشوش من كافة الموظفين مما انعكس عليه إيجاباً في مرحلة التطور العلاجي.

*كيف استطعتِ التعامل مع قضية يوسف من الجانب النفسي؟

-كما يعلم الجميع فإن الشخص الذي لديه طفل من ذوي الإعاقة أو حتى لديه شخص مريض يكون في حالة نفسية غير جيدة، ولكن أنا وأمهات الأطفال عندما نأتي الى الجمعية فإن الوضع يختلف، بفضل ما نجده من تعامل راقٍ وإحساس بأهمية الوصول بالطفل إلى مبتغاه وتحقيق أمنيته في التعايش مع أقرانه الأصحاء، وعطاء موظفي الجمعية من القلب، لذلك يصل فيؤثر فيثمر، أنا عانيت مع ابني الآخر يحيى الذي يعاني من التوحد، ولا أزال أعاني حتى هذه اللحظة في إيجاد برنامج علاجي له يماثل البرنامج الذي يخضع له أخوه يوسف، وعلاج يحيى حدثت به نكسات طبية تجعلنا نعيد البرامج العلاجية في كل مرحلة، وللأسف هناك مراكز لم تقدم أي فائدة طبية، فقط يتهمون أهل الطفل بتأخير العلاج دون أن تكون هناك مراعاة للمشاعر، بعكس جمعية الأطفال ذوي الإعاقة الذين يضعون لك خطة العلاج ويرسمون ملامح مستقبل الطفل بكل صدق وأمانة، وحقيقة أنا لم أتخيل في يوم من الأيام أن أرى يوسف وهو يمشي على قدميه.

* بعد أن أمضى يوسف حتى الآن ثلاثة سنوات داخل الجمعية، هل تعتقدين بأن البرامج التي خضع لها حققت جزءًا من طموحات عائلته؟

- بكل تأكيد، يوسف مع الجمعية طفل مختلف، أصبح يدرك الكثير من الأشياء، والأمر الإيجابي بالنسبة لي هو التغيير الذي شاهدته أنا وعائلته على نفسيته، واستعداده للقيام بأعمال لم يكن يستطيع القيام بها في السابق، وقد وضع له دفترًا خاصًا بالحروف، وتجده سعيدًا عندما تقوم المعلمة بعمل الحوافز النفسية التي تنعكس عليه بشكل كبير داخل المنزل.

*الخدمات التي تقدمها الجمعية كيف تُقيّم من قبلكم؟

-الجمعية تقوم بعمل رائع وجبار منذ مدة طويلة، والآن أرى بأن الجمعية تعمل على رفع الجوانب التأهيلية والأكاديمية والتي ستنعكس إيجابًا بإذن الله على الأطفال، وهي الآن متنفس اجتماعي رائع، وتعتني بالجانب النفسي للطفل قبل التأهيلي، وأذكر هنا قصة لإحدى الأمهات الموجودة الآن مع طفلتها في الجمعية بعد أن دعتها قريبة لها لزيارة الجمعية لمتابعة حالة ابنتها، وبعدها بأشهر قليلة اتصلت عليها وقدمت الشكر لها على مساهماتها في الوصول لهذه الجمعية التي كان لها الفضل بعد الله في تحسن حالة ابنتها.

* ما هي الكلمة الأخيرة التي تودين توجيهها؟

- الأماني كبيرة وكثيرة، لكن بمشيئة الله تواصل جمعية الأطفال ذوي الإعاقة تقديم خدماتها، وتتوسع في برامجها الخدماتية والإنسانية حتى تتحقق الفائدة القصوى، والكلمات تعجز عن وصف هذا الصرح الكبير.