حوار – بندر الماضي
أثنى رجل الأعمال الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزامل على الدور البارز الذي تضطلع به الجمعية في رعاية الأطفال ذوي الإعاقة، وعلى جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس الإدارة الاستثنائية لأكثر من ثلاثة عقود في هذا العمل الإنساني الخيري دون كلل، مما ساهم في أن تتبوء الجمعية مكانة مرموقة ورائدة في التصدي لقضية الإعاقة، ودعا أهل الخير ورجال الأعمال إلى زيادة التفاعل مع الجمعية ومساندة الجمعيات التي تقدم خدمات مجانية لكافة شرائح المجتمع.
وعن زيارته الأخيرة للجمعية قال: "أنا عايشت انطلاقة هذه الجمعية المميزة منذ البداية، حيث كانت البداية مع الدكتور غازي القصيبي –رحمه الله- ومن بعد ذلك استلم دفة قيادتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، والذي استمر حفظه الله حتى يومنا هذا عن قناعة وتحدي، حتى وصلت الجمعية اليوم إلى 11 مركزًا في أنحاء المملكة، وهذا أمر رائع، ويسجّل لسموه إصراره وحرصه على وجود الجمعية في جميع المناطق من أجل خدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً، أنا هنا أشكر الأمير سلطان بن سلمان الذي ربما يكون الوحيد الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود في هذا العمل الإنساني الخيري دون كلل أو ملل، هو يعطي ولا يأخذ، يناقش ويدخل في أدق التفاصيل من أجل الارتقاء بالجمعية وخدماتها، فجزاه الله كل خير على هذا العمل، زيارتي للجمعية أبهرتني كثيراً، فالمباني على أعلى مستوى، والخدمة تقدّم للأطفال وأسرهم، والكل داخل الجمعية يعمل من أجل هدف واحد وعلى قلبٍ واحد.
*كيف ترى خدمات الجمعية؟
هناك الكثير من الجمعيات الخيرية في المملكة، لكن هذه الجمعية مختلفة وقريبة من قلوبنا، كونها تأسست على يد خيرة رجال الدولة رحمهم الله، واستمرت مع هذا الرجل الشهم الأمير سلطان بن سلمان الذي يقود دفتها الآن، وهنا يجب أن نتوقف عند الأرقام التي تحققت في الجمعية منذ نشأتها، وكيف استطاعت بتضافر جهود الجميع إنقاذ حياة الآلاف من الأطفال وتغيير حياتهم من السلبية إلى الإيجابية، من الممكن أن يستطيع الطفل من الطبقة الميسورة ماديًا أن يعالج في بلاد أخرى، لكن الأجواء التي يعيشها الطفل في مراكز الجمعية أفضل من التي يعيشها في أوروبا أو أمريكا، وهذا يعود لتقبل الطفل العلاج، إضافة إلى الخبرة التي تمتلكها الكوادر التي تعمل في الجمعية.
*ما رأيك في علاقة رجال الأعمال بالعمل الخيري؟
- رجال الأعمال يقدمون جهدًا كبيرًا في دعم الأعمال الخيرية، ورغم ذلك كلنا مقصرون، هناك الكثير من القصص التي تحكي في جوانب الدعم الخيري في هذا البلد الطاهر، وأنا هنا أوجه رسالتي لأخواني رجال الاعمال ورؤساء الغرف التجارية في كافة أنحاء المملكة بضرورة الاهتمام الخاص بالأطفال ذوي الإعاقة، والعمل الاجتماعي يعطي الصورة الحقيقية عن أي شركة أو مؤسسة، نحن جميعًا أمام مسؤولية اجتماعية كبيرة، ويجب أن يهتم الجميع بمساندة الجمعيات التي تقدم خدمات مجانية لكافة شرائح المجتمع.
*ماذا يقدم القطاع الخاص للعمل الاجتماعي؟
- يجب أن يدرك الجميع سواءً في القطاع الخاص أو العام أننا أمام مسؤولية كبيرة في الجوانب الاجتماعية، ولعلي أضرب لذلك مثلًا وهو برنامج بواقي الهلل الذي تنفذه الجمعية بالشراكة مع شركة بنده للتجزئة، والذي نجح في تمويل مشروع جبّار للجمعية في مكة المكرمة، وأتمنى من الإخوة في إدارات البنوك في المملكة المساهمة في هذا الجانب، ومن المعيب أن لا نرى أسماء البنوك مسجلة في الجمعيات وتساهم في دفع عجلة النجاح، والأوقاف في بلدنا كثيرة، والسعوديون معطاؤون إلى أبعد الحدود، لكن نصيحتي أن لا تكون الأوقاف فردية فقط، وأن لا تُدار بشكل فردي، والأفضل أن تكون تحت إشراف جمعية خيرية، تعمل وفق أنظمة وتحت مراقبة شاملة، وأيضًا لا ننسى الزكاة التي أتمنى أن تُمنح الجمعيات الخيرية نصيبًا منها، فهي بحاجة ماسة للدعم.
*ينتقد البعض غياب أو ضعف ثقافة المسؤولية الاجتماعية بين رجال الأعمال، فما رأيكم؟
- للأسف البعض من رجال الأعمال لم يستوعب أهمية المسؤولية الاجتماعية، فتوظيف أبنائنا الخريجين وتدريبهم مسؤولية اجتماعية، والتبرعات وخصوصاً في الجوانب الإنسانية أكبر مسؤولية اجتماعية، يجب على الجميع أن يعي هذه المسؤولية، وينبغي أن يكون هناك ربط بين تقدير القيادة الحكيمة للشركات، وبين دورها في دعم العمل الاجتماعي، وأن لا يكون التقدير فقط لأرباحهم أو كمية استثماراتهم، والذي شاهدته في الجمعية لم يغب عن عيني ليومين متتاليين، ودمعت عيني وأنا أشاهد هؤلاء الأطفال مسرورون، وعندما تشاهد السعادة على نفوس أهالي الأطفال، فإن هذا باعتقادي أمر مفرح للجميع، ويجعلني أضاعف الجهد لتحقيق المزيد من النجاحات.
*هل ترى أن الجمعيات الخيرية مقصرة في التواصل مع القطاع الخاص؟
- الجمعيات الخيرية تقوم بدورها على أكمل وجه، ويتواصلون معنا بشكل دائم، وهم بالتأكيد يقومون بأداء رسالتهم بشكل إيجابي، ونحن في مركب واحد من أجل إبراز الصورة الحقيقية للعمل الخيري في المملكة، ورسالتي هنا هي أن العطاء يجب أن لا يتوقف، سواءً من الأفراد، أو المؤسسات، أو الشركات، أو البنوك، ، فينبغي عليهم جميعًا المساهمة في تحفيز أبناء الوطن من خلال التعليم أو التدريب من أجل تحقيق الطموحات.
*هل يحتاج القطاع الخاص إلى تحفيز من الدولة عند قيامه بالعمل الخيري؟
- بالتأكيد هذا أمر مهم، وهنا يجب أن نتوقف عند هذا الأمر، فالدولة فتحت لنا الأبواب، حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده لم تقصّر معنا نحن رجال الأعمال، وأسهمت في دعم الجميع وعلينا أن نرد هذا الجميل لهم، والدولة تحفّز كل جهة تدعم الجوانب الاجتماعية وتكرّمهم في العديد من الملتقيات، وتشد من أزر رجال الأعمال في تبني قضايا اجتماعية مهمة.
*ما رأيكم في نجاح الجمعية في إقامة مشاريع استثمارية خيرية؟
- انا سعيد جدًا عندما علمت عن مشروع "خير مكة"، وهو من المشاريع الجبارة التي ستكون رافدًا قويًا للجمعية ومراكزها المنتشرة في أنحاء المملكة، ورسالتي لوزير الحج الدكتور توفيق الربيعة ولتجار مكة بأن يتم دعم هذا المشروع الخيري.
* باعتقادك هل تغير مفهوم التطوع لدى المجتمع الآن.
- التطوع في بلدنا حقق أرقامًا جيدة في السنوات الماضية، لكن هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى قوة دفع في هذا الأمر، ونتمنى أن نرى شبابنا في العمل التطوعي، فالتطوع يعطي عمقًا في علاقاتك مع الآخرين، ويجب أن نركز أكثر في مفهوم التطوع، وأن يكون ذلك عبر المدارس والجامعات التي أتمنى أن تتبنى أحد مراكز التطوع لتحقيق فائدة أكبر.
*كلمة أخيرة تود قولها.
- الشكر لكم في الجمعية على العمل الذي تقومون به وجزاكم الله خيرًا، وأنا فخور بالأسماء الموجودة منذ فترة طويلة في هذه الجمعية الرائدة، يعملون بدون كلل أو ملل، ونحن في بلد الخير المملكة العربية السعودية نقدم الدعم للجميع بدون أي هدف، فقط نريد الخير والجزاء من الله.