المديرة العامة للتأهيل الطبي في مؤسسة "كارف": المعايير .. هدفنا!
التاريخ : 7/11/2016 الموافق : 1438/2/7
dsc_9207     أشادت كرستين ماكدونيل المديرة العامة للتأهيل الطبي في مؤسسة "كارف" الدولية بجهود منسوبي الجمعية في القسمين الطبي والتعليمي، مؤكدةً أنهم "يتفاعلون بإيجابية، ولديهم الرغبة في معرفة المعايير وكيفية تطبيقها في مجالهم". وقالت في حوارها مع "الخطوة" إن مؤسسة "كارف" فخورة باعتماد الكثير من المنظمات في المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أنها حظيت بشرف زيارة الكثير من الأسر السعودية في منازلهم خلال زيارتها الأخيرة لجمعية الأطفال المعوقين. وكشفت كرستين ماكدونيل في الحوار الكثير من المحاور والقضايا المهمة في مجال التأهيل المتخصص، مبينة أن "كارف" هو برنامج الاعتماد الوحيد في العالم الذي يعتمد البرامج والخدمات المقدمة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.   كانت "الخطوة" حريصة على إجراء هذا الحوار مع كرستين ماكدونيل المديرة العامة للتأهيل الطبي في "كارف" أثناء زيارتها الأخيرة لمركز الجمعية بالرياض، كممثلة لمؤسسة "كارف الدولية CARF"، وهي هيئة أمريكية مستقلة غير ربحية تضع معايير عالية للجودة في مجال التأهيل، وتتولى تقييم واعتماد أداء مراكز التأهيل والرعاية الصحية في العالم وفقاً لمعايير علمية قصوى تضمن أفضل خدمة.  
  • نود التعرف على الدكتورة كرستين ماكدونيل في نبذة مختصرة.. وهل هذه أول مرة تزورين فيها المملكة العربية السعودية؟ وما انطباعك عن هذه الزيارة؟
  = بدأت ممارسة عملي كاختصاصية علاج وظيفي بعد تخرجي في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة. ولقد مارست المهنة لعدة أعوام وقمت بإدارة وإنشاء الكثير من أقسام العلاج الوظيفي، وأصبحت أيضاً مديرة التأهيل لسلسلة كاملة متصلة من خدمات إعادة التأهيل شملت العناية الدقيقة إلى الخدمات المنزلية والمجتمعية. ولقد انضممت إلى "كارف" في عام ١٩٩١م، وكنت المسؤولة عن التأهيل الطبي وتطوير خدمات رعاية المسنين لدى "كارف"، إضافة إلى مسؤوليتي عن تنمية وتطوير "كارف"، وتطوير وتقييم المعايير لديهم واستقطاب وتدريب الباحثين والتثقيف عن اعتماد "كارف".  
  • تعتبر مؤسسة "كارف" واحدة من المؤسسات الدولية للتأهيل المتخصص.. هل يمكن تعريفنا بالمؤسسة من حيث النشأة وأهدافها؟
  = "كارف" هو برنامج الاعتماد الوحيد في العالم الذي يعتمد البرامج والخدمات المقدمة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. نحن نغطي الفترة الزمنية من الرضع إلى سن الرشد، ونغطي الخدمات الصحية والإنسانية، سواء كانت للأفراد ذوي الاحتياجات الحركية أو العقلية أو النمائية. وبدأ "كارف" عام ١٩٦٦م بمساعدة من المستهلكين والمزودين والمنظمين والمزودين للخدمات. حدث آنذاك في الولايات المتحدة حدثان مهمان هما تطوير القوانين الخاصة بالرعاية الطبية وقانون إعادة التأهيل المهني الولائي / الحكومي، وكان الكثير من المزودين يدعون أنهم يقدمون التأهيل المهني والطبي. واستشعر المجال الحاجة إلى وجود منظمة يستطيعون دعمها بالمدخلات دون امتلاكها؛ وبالتالي تم إنشاء "كارف". لا نزال بعد ٥٠ سنة نعتمد على المجال لتقييم تطورنا ومراجعة القيم لإعطائنا مدخلات واقتراحات حول الاعتماد وعملية المسح. "كارف منظمة غير ربحية تقوم بتحديد ما نسميه (أصحاب الأخلاق). السؤال الذي تجب علينا إجابته هو: مَن الذي لا يمكننا أن نفشل في حمايته خلال عمليتنا؟ وكانت إجابته: "الشخص المخدوم" في برنامجنا الاعتمادي. وهنالك منهج يتمحور حول الشخص في جميع مراحل معايير "كارف".  
  • هل يمكن القول إن مؤسسة "كارف" -من خلال معاييرها- تساهم في تطوير المراكز والمؤسسات التي تقوم بخدمة وتأهيل المعوقين.. وماذا عن المؤسسات التي تتراجع بعد التقييم أو التصنيف، فهل هناك متابعة من قبل "كارف" لذلك؟
  = من المؤكد أنها ستفتح لهم الباب لمستقبل أفضل يغير حياتهم؛ لتصبح ذات معنى. لقد فتحت "كارف" الأبواب للكثير من المؤسسات من بلدان مختلفة انضمت إلى الركب قبل مؤسستكم. وترجع أهمية "كارف" في أننا نعد مجموعة من مقدمي الخدمة المؤهلين والقادرين على إحداث التغيير اللازم لهؤلاء الذين لا يستطيعون إيصال صوتهم.  
  • من خلال زيارتك لجمعية الأطفال المعوقين ومركزها الرئيسي في العاصمة السعودية الرياض.. ماذا تقولين عن مستوى الخدمات المتخصصة العلاجية والتعليمية والتأهيلية التي تقدمها الجمعية للأطفال المعوقين؟
  = لا يمكنني تقييم الخدمات المقدمة في الجمعية بما أنني لم أبقَ فيها سوى وقت قصير؛ لذلك اكتفيت بإعطاء المعايير وشرحها دون التطبيق، ولكن باستطاعتي القول إن الموظفين تفاعلوا ويرغبون في معرفة المعايير وكيفية تطبيقها في مجالهم، سواء في القسم الطبي أو التعليمي.  
  • هل مؤسسة "كارف" تتعامل في تقييمها للمراكز المتخصصة في تأهيل المعوقين مع النتائج الإجمالية لمخرجات هذه المراكز أم الإجراءات المتبعة داخلها للتطوير والجودة؟كما أن اعتماد "كارف" والمسح سيشمل جميع المجالات في الجمعية وستُطبق المعايير على الممارسات المتخصصة ووضع معايير حازمة لتقييم الأداء والإدارة وتطوير النظام والأنشطة التعليمية والطبية.
  = تعتبر السعودية حديثة عهد عندما نتحدث عن تطوير الخدمات والبرامج الخاصة بالأفراد وأنواع الإعاقة. وللوصول إلى جوهر التأهيل والنشاطات وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه يجب التركيز أكثر وفتح المجالات للمعوقين. قد تتمنى أن يتمكن الأطفال المعوقون من دخول المدارس الحكومية والتفاعل مع الأطفال الذين ليس بهم إعاقات، وكذلك الذهاب إلى الجامعات وأن يصبح المعوق مواطناً منتجاً في المجتمع وله عمل وأسرة. ودور الجمعية يعتبر الأول والأساسي في هذا الاتجاه. أولاً قد تسعى الجمعية في دمج الأطفال المعوقين في المجتمع بحيث يلعب الطفل ويذهب إلى المدرسة ويلهو مع أقرانه في نفس بيئته الطبيعية. ودور "كارف" هو دفع الجمعية لتحقيق دوره في هذا الاتجاه وفتح الكثير من المجالات للأطفال المعوقين في المملكة.
  • ما أهمية أن تحصل مراكز وجمعيات المعوقين عبر مؤسسة "كارف" على الاعتراف الدولي الكامل ببرامجها ووضعها على الخريطة العالمية كمؤسسة دولية متخصصة؟
  = تكمن أهمية اعتماد "كارف" في انضمام الجمعية إلى مجموعة من المؤسسات حول العالم التي تهدف إلى تحسين حياة الأشخاص الذين تقوم تلك المؤسسات بخدمتهم. وهذا مهم بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية بما أنه لم يسلط الضوء الكافي على الإعاقة في المجتمع؛ ولذلك فإن ازدياد عدد المؤسسات التي تدعم هذه الفئة سيؤدي إلى تقبل المجتمع للإعاقة؛ وبالتالي يندمج المعوق في مجتمعه.  
    • ما الفوائد التي تعود على المراكز والمؤسسات المتخصصة في تأهيل المعوقين من تقييم وتصنيف مؤسسة "كارف".. وهل هناك خدمات محددة تقدمها "كارف" للمراكز المتخصصة في تأهيل المعوقين؟
أ - نعطي المنظمة مجموعة من المعايير التي تم تطويرها ومراجعتها واستخدامها من المزودين من جميع أنحاء العالم.ج- طريقة عملية مفيدة لتطوير المنظمة وبرامجها وخدماتها بشكل مستمر.هـ- التفاعل والقدرة على طلب المعلومات من موظفي "كارف" باستمرار للحصول على تفسير للمعايير وكيفية الاستعداد للمسح، والمصادر... إلخ. ب - القدرة على التواصل مع موظفي "كارف"، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وجهاً لوجه. ج - القدرة على التواصل وتبادل الأفكار والتعاون مع برامج أخرى مماثلة من كل أنحاء العالم؛ إذ إن المعايير تشكل أساساً مشتركاً للحوار. د - نعطي المنظمة مجموعة من الأدوات التي تستخدم في كل من المسائل التجارية والسريرية بصفة مستمرة يومياً.
  • هل ترين ضرورة بناء تواصل بين المراكز العلمية والمؤسسات الدولية ذات العلاقة والمراكز والجمعيات العاملة في هذا المجال بهدف تبادل الخبرات والمساعدة في تنفيذ خطط التطوير بأعلى معايير الجودة؟ 
  = بالتأكيد أن التفاعل مع الجامعات والباحثين والمؤسسات الأخرى له دور شديد الأهمية في تقدم أي مؤسسة. ولن تستطيع أي مؤسسة بمفردها تحقيق ذلك، ولكن نستطيع تحقيق التغيير المنشود فقط من خلال توحيد الاهتمامات المشتركة والقدرات والطاقات أو مصادر القوة والقدرات الأخرى.
  • لقد زرت المملكة العربية السعودية مؤخراً.. فما انطباعك بصفة عامة حول مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمعوقين من خلال المراكز والجمعيات؟
  = لقد حظيت بشرف زيارة المملكة منذ عام ٢٠٠٨م وتعد الرياض كأي عاصمة بالعالم مليئة بالكثير من مشاريع البناء وحيوية ومثيرة للاهتمام. أنا أحب ترك المدن الكبيرة والاستفادة من تواجدي في الصحراء، كما أنه لا يوجد شيء أجمل من شرب الشاي وقت غروب الشمس في الصحراء. والأفراد الذين تعاملت معهم أذكياء ومخلصون لعملهم وعائلاتهم وكرماء للغاية. لقد حظيت بشرف زيارة الكثير من الأسر السعودية في منازلهم. كما أنه من الممتع التعامل مع أشخاص من بلدكم هذا. وعلى الرغم من أنني لست مسلمة، ولكن الأذان يعد تذكيراً ممتازاً لنقف ونتأمل على مدار اليوم. كما أنني أستمتع كثيراً بسماعه في بداية يومي ونهايته. نحن فخورون جداً؛ لأننا اعتمدنا الكثير من المنظمات في المملكة العربية السعودية، كما يسعدنا أن لدينا فرق بحث في جميع أنحاء العالم ليطلعوا على عملية إعادة التأهيل الممتازة في المنظمات التي تم اعتمادها من قبل "كارف".
  • كلمة أخيرة تودين إضافتها؟
= نشكركم على إتاحة الفرصة لنا للعمل مع الجمعية، ونتوق إلى انضمامكم مستقبلاً إلى عائلة "كارف".