
أكد الدكتور إبراهيم بن محمد أبوعباة أن المملكة العربية السعودية قامت على أساس متين وقواعد راسخة؛ حيث قامت على شريعة الله، واتخذت من الكتاب والسنة منهاجاً ونبراساً، مشيرا إلى أن المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وضع يده في يد إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتعاهد الإمامان على أن تقوم هذه الدولة على الدين عقيدة وشريعة، وهكذا سارت هذه البلاد منذ قيامها، وإلى يومنا هذا.
واقترح الدكتور إبراهيم أبو عبادة بعد مرور هذه السنوات العشرين من عمر المسابقة أن تخصص جلسة أو جلسات لمجلس أمنائها؛ للنظر في تقويم مسيرة المسابقة، وطرح ما يمكن طرحه من الأفكار والمقترحات والرؤى التطويرية؛ لتواصل مسيرتها المباركة في ظل إقبال كبير وعناية أكبر.
وآراء ومقترحات أخرى تضمَّنها الحوار مع الدكتور إبراهيم بن محمد أبوعباة عضو مجلس الشورى وعضو أمانة مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وذلك بمناسبة مرور 20 عاماً على المسابقة، حيث أوضح أنه "شرفت بأن أكون أحد أعضاء مجلس أمانة هذه المسابقة منذ انطلاقتها قبل عشرين عاماً، ولا أزال، وهي كل عام تشهد تطوراً في برامجها وأعمالها"، موضحا أن "المسابقة رائدة ومتميزة؛ لكونها مخصصة لفئة محدودة، وهم أبناؤنا المعوقون، ولا شك أن مشاركة الأطفال من أبناء أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي تعطي هذه المسابقة قيمة إقليمية كبرى".
- هل ترون أن مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين امتداد لعناية الدولة بحفظ القرآن الكريم في المملكة؟
= هذه الدولة المملكة العربية السعودية قامت على أساس متين وقواعد راسخة؛ حيث قامت على شريعة الله، واتخذت من الكتاب والسنة منهاجاً ونبراساً تسير عليه منذ أن تأسس هذا الصرح الشامخ والكيان المبارك على يد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-؛ فقد وضع يده في يد إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتعاهد الإمامان على أن تقوم هذه الدولة على الدين عقيدةً وشريعةً، وهكذا سارت هذه البلاد منذ قيامها وإلى يومنا هذا؛ ومن هنا جاء اهتمام ولاة الأمر بالقرآن الكريم طباعةً وتعلماً وتعليماً، وأقيمت المؤتمرات، وعُقدت المسابقات القرآنية، وشُجع الطلاب على الإقبال على القرآن قراءةً وحفظاً وتجويداً وتدبراً؛ ومن هنا فإن هذه المسابقة مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين تأتي في هذا السياق المبارك، وتختص بأنها لفئة غالية على نفوسنا جميعاً؛ إنهم أبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- يظل تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين ليس بالأمر اليسير، فكيف ترى أهمية هذه المسابقة لهذه الفئة الغالية من الأبناء على مستوى التأهيل وتعزيز الثقة بالنفس وغير ذلك على المستويين الديني والأخلاقي؟
= لا شك أن هذه الفئة من أبنائنا والشريحة الغالية من فلذات أكبادنا في أمسِّ الحاجة إلى أن يرتبطوا بكتاب الله -عز وجل- قراءةً ومعرفةً وحفظاً وتدبراً، وهم كغيرهم من إخوانهم الأطفال يحتاجون في هذه المرحلة إلى قدر كبير من العناية والاهتمام والرعاية والتربية، وأعظم ما يُربى عليه الإنسان كتاب الله -عز وجل-؛ ففيه الخير والنور والهدى، ومن اتبعه نجى وسعد في الدنيا والآخرة، وهو الوعاء السليم لمَن يريد أن يعرف دينه على علم وبصيرة، وهو مرجع لتكوين القيم وبناء الأخلاق، وقدوتنا حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- "كان خلقه القرآن"؛ فمن القرآن يتعلم المسلم عبادته وعقيدته، ومنه يتعرف على الأخلاق الفاضلة والمعاني السامية.
- مشاهدة أولياء الأمور وهم يصحبون أبناءهم المعوقين للمشاركة في فعاليات المسابقة أو تسلم الجوائز للفائزين منهم.. تكشف الكثير من المعاني والقيم لهذه المسابقة ودورها في مساندة هذه الأسر؟
= لا شك أن الأسرة بشكل عام هي المحضن الأول لرعاية الطفل وتوجيهه؛ فمنها يتعلم ويتلقى دروسه الأولى، والأب أو الأم عندما يصطحب ابنه أو ابنته للمشاركة في مثل هذه المناشط القرآنية إنما ينطلق من شعوره أو شعورها بالمسؤولية الملقاة على عاتقه؛ فالله يقول: "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً"، ويقول: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون"، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته؛ فالرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته.."، والأم أو الأب الذي يعتني بأولاده ويحرص على تربيتهم التربية الصالحة إنما يدرك أن ما يقوم به في حق أبنائه إنما هو أعظم استثمار بل هو الاستثمار الحقيقي؛ فالولد الصالح مكسب للوالدين، وابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها "ولد صالح يدعو له"، فهنيئاً لكل أب أو أم يدرك هذا المعنى العظيم الذي يعود بالخير والفائدة عليه وعلى أسرته وذريته.
- مع وصول عمر المسابقة إلى السنة العشرين فإن طموح الأطفال وأولياء الأمور يكبر أيضاً؛ فكيف ترون مستقبل المسابقة؟ وهل هناك تصورات للتطوير؟
= لقد أدركْتُ هذه المسابقة منذ بدايتها، وشرفتُ بأن أكون أحد أعضاء مجلس أمانتها منذ انطلاقتها قبل عشرين عاماً، ولا أزال، وهي كل عام تشهد تطوراً في برامجها وأعمالها من خلال ما يطرحه أعضاء المجلس من أفكار ومقترحات تلقى من القائم والراعي لهذه المسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان كل الدعم والتأييد والتشجيع، وأحسب أنها بعد مرور هذه السنوات العشرين من عمرها المبارك يمكن أن تشهد قفــزات فــي برامجها وأهدافها؛ ومن هنا فإنني أقترح أن تخصص جلسة أو جلسات لمجلس أمنائها للنظر في تقويم مسيرة المسابقة وطرح ما يمكن طرحه من الأفكار والمقترحات والرؤى التطويرية لتواصل مسيرتها المباركة في ظل إقبال كبير وعناية أكبر.
- حظيت المسابقة منذ تأسيسها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وبحرصه على نجاحها؛ فكيف ترون ذلك؟
= نعم هذه المسابقة منذ أن قامت وهي تحظى بعناية خاصة واهتمام كبير من مؤسسها وراعيها والمتكفل بجميع نفقاتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ولا عجب في ذلك؛ فالأمير الجليل هو ابن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الوالد القائد ملك الحزم والعزم، وهو -يحفظه الله- معروف باهتمامه بالقرآن وأهله رعايةً وعنايةً واهتماماً، وباسمه مسابقة من أكبر المسابقات القرآنية، وسلطان هو أيضاً حفيد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود المعروف بحبه للعلم والعلماء واهتمامه بالقرآن وأهل القرآن، وباسمه مسابقة دولية كبرى للقرآن الكريم؛ فهي سلسلة ذهبية أخيار من أخيار شبت وترعرعت على حب الدين وخدمته.
- ماذا تطلبون من أولياء أمور الأطفال المعوقين الذين يطمحون إلى مشاركة أبنائهم في المسابقة مستقبلاً؟
= نأمل ممن رأى أثر هذه المسابقة على ابنه مِن منَ وفقه الله للمشاركة في هذا العمل الجليل أن يستمر في تزويد ابنه بهذا الزاد القرآني المبارك؛ فهو شفاء وهداية، وأن يواصل رعاية ابنه وربطه بالقرآن الكريم بمختلف الوسائل والسبل؛ ليبقى الابن على علاقة وطيدة بكتاب الله -عز وجل-، وليستمر تأثير القرآن الكريم في حياته وسلوكه. أما أولياء الأمور الذين لهم أبناء ابتلاهم الله بأي نوع من أنواع الإعاقة فعليهم أن يبادروا بالمشاركة في هذه المسابقة القرآنية المتميزة؛ لما لها من الأثر الكبير في الأطفال المشاركين، ولما لها من مردود طيب على الأسرة بشكل عام، وعلى ولي الأمر بشكل خاص.
- كان لمشاركة أطفال من دول مجلس التعاون الخليجي في فعاليات المسابقة أهمية كبيرة في توسيع دائرة المسابقة وتعزيز علاقات الأخوة.. فما رأيكم؟
= قلت بأن هذه المسابقة رائدة ومتميزة؛ لكونها مخصصة لفئة محدودة، وهم أبناؤنا المعوقون، وقلت بأن هذه المسابقة تشهد طفرات وقفزات مستمرة. ولا شك أن مشاركة أطفال من أبناء أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي تعطي هذه المسابقة قيمة إقليمية كبرى، ولا عجب؛ فهناك مسابقات تنطلق من هذه البلاد ذات صيغة دولية كمسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعسكريين، وفي هذه المسابقة يشترك عسكريون من كل أنحاء العالم الإسلامي، وقد أعطى هذا الانفتاح المسابقة قيمة ومكانة عالمية، وطموحنا في هذه المسابقة أن نتجاوز المحلية والإقليمية، وأن تنطلق لتشمل العالمين العربي والإسلامي؛ فيفتح المجال للأطفال المعوقين من أنحاء العالم الإسلامي وفق آليات يحددها مجلس الأمانة، وهذا ما أتمناه وأرجوه، وهذا البعد العالمي المأمول للمسابقة ينسجم مع توجُّه المملكة بقيادة سلمان الحزم، وهو يؤكد على رسالة هذه الدولة ويجسد سياستها الإسلامية الشاملة الهادفة إلى خدمة الإسلام والمسلمين، وأولى الناس بالاهتمام والعناية هم هذه الشريحة من أبنائنا وأبناء المسلمين.
- إلى أي مدى ترى أهمية التعاون بين مختلف مسابقات حفظ القرآن الكريم بالمملكة؛ للاستفادة من الخبرات والتجارب والمساهمة في التطوير؟
= التعاون على الخير مبدأ شرعي بل مطلب مهم "وتعاونوا على البر والتقوى"، ووجود عدد من المسابقات القرآنية في المملكة محلية ودولية ومتخصصة يتطلب من القائمين على هذه المسابقة المباركة القيام بمزيد من التنسيق والتعاون، إضافة إلى ما هو مجود حالياً؛ لكي تستفيد كل مسابقة مما لدى الأخرى من تجارب وخبرات وبرامج، وهذا التعاون والتنسيق سيعود بالخير على الجميع إن شاء الله تعالى.
- كلمة أخيرة تودون إضافتها بمناسبة العام العشرين للمسابقة؟
= في الختام أكرر الشكر والدعاء لصاحب هذه الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على جهوده المباركة ومساعيه الخيرة في خدمة هذه المسابقة والاهتمام بهذه الفئة الغالية من أبنائنا، وأدعو الموسرين من أبناء هذا البلد من الأمراء ورجال الأعمال والمؤسسات الخيرية والمالية أن يحذوا حذوه في التفكير في إنشاء ودعم المشاريع التنموية والدعوية والخيرية الهادفة إلى تأهيل المسلم والأخذ بيده لما فيه صلاحه وفلاحه وسعادته في الدنيا والآخرة، وأتمنى لهذه الجائزة مزيداً من التوفيق والسداد؛ إنه سميع مجيب.