حوار: احمد العتيبي
أكد مدير عام العلاقات العامة في شركة السلام للطائرات الأستاذ صلاح بن حمود الفيصل في حواره مع "الخطوة " أن الشركة تحرص على مساندة جميع قضايا الإعاقة التي تخدم المجتمع، في إطار مفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من خطط ومشاريع الشركة، مضيفا أن علاقة شركة السلام للطائرات مع جمعية الأطفال المعوقين تعكس أهمية دور القطاع الخاص في العمل جنباً إلى جنب لدعم العمل الخيري.
وقال صلاح الفيصل إن الريادة في الأعمال الخيرية هي نهج في هذه الدولة، وهي مستمدة من عقيدتنا الإسلامية، وبهذا النهج أصبحت دولتنا رائدة في العمل الإنساني، وكان لذلك آثاره على كل المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة، موضحاً أن رجال الأعمال لهم دور ملموس في الاقتصاد السعودي، وهذا بلا شك رد للجميل لهذا الوطن الغالي وبلد الخير، حيث قدمت الدولة للمواطن السعودي الكثير؛ لأنه من أهم أولوياتها.
هذا، وقضايا كثيرة تضمنها هذا الحوار المهم مع مدير عام العلاقات العامة في شركة السلام للطائرات من خلال هذه السطور.
• مبادرات شركة السلام للطائرات لدعم خدمات الجمعية عديدة.. فهل يمكن إطلاعنا على ذلك؟
- أولاً.. لا شك أن قناعة الإدارة العليا في شركة السلام للطائرات بمفهوم المسؤولية الاجتماعية كواجب ديني ووطني يحتم علينا أن نقف جنباً إلى جنب أعمال وأنشطة جمعية الأطفال المعوقين، بدعم ومساندة هذه الفئة الغالية علينا جميعاً سواء بالدعم المادي أو المعنوي.
وقد ساهمت السلام للطائرات في عدة برامج لجمعية الأطفال المعوقين، منها المساهمة في تغطية تكاليف الوحدة النفسية التابعة لبرنامج (مبادرتي للرعاية الاجتماعية) بالجمعية لمدة عام كامل، وهذه الوحدة تضم 352 طفلاً. وقد جاءت مساهمة الشركة نظراً إلى إيماننا بأن هذه الوحدة تقوم بعمل جليل متمثل في تقييم القدرات العقلية للأطفال؛ مما يساعد على وضع خطط وأهداف مناسبة للطفل وتقديم برامج تعديل سلوكه وبرامج منزلية مع تدريب الأهل على تطبيقها.
كما ساهمت الشركة أيضاً بتقديم دعم مالي لجمعية الأطفال المعوقين لرعاية برنامج الكرسي، والذي يعتبر برنامجاً توعوياً يبرز معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة العامة، وأهمية توفير تسهيلات تمكنهم من خدمة أنفسهم ومجتمعهم، حيث وقعت الشركة اتفاقية برعاية برنامج جرب الكرسي لمدة ثلاث سنوات بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي يعتبر المحفز الأول لنا بحرصه الشديد على أعمال الخير في المجتمع، بالإضافة إلي تشجيعه الدائم للمساهمة والمشاركة في برامج المسؤولية الاجتماعية.
ونحن في شركة السلام للطائرات نحرص دائماً على المشاركة والمساندة لجميع قضايا الإعاقة التي تخدم المجتمع ككل، ومن هذا أتى دعمنا لبرنامج جرب الكرسي.
• إن دور الشركة في دعم أكثر من برنامج بالجمعية بصفة خاصة يعكس عنايتها بالعمل الخيرى بصفة عامة.. فماذا تقول في ذلك؟
- كما ذكرت لكم مسبقاً أن اهتمام السلام للطائرات بدعم ومساندة الأعمال الخيرية يأتي في إطار إدراكها لمفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من خططنا ومشاريعنا في الشركة؛ حيث تسعى السلام للطائرات إلى تحقيق مفهوم الاستدامة في كل الأنشطة التي تقوم بها الشركة، وذلك لمسؤوليتنا نحو مجتمعنا ووطننا الغالي والوصول به إلى غد أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً.
وتأتي تلك المساهمات من شركة السلام للطائرات باختلاف كل الجوانب، سواء كانت في قضايا الإعاقة أو قضايا اجتماعية أو رياضية وغيرها، في إطار حرص شركة السلام للطائرات على المشاركة في المسؤولية الاجتماعية والتفاعل مع قضايا المجتمع.
وهذا -ولله الحمد والمنة- ما أشاد به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الجمعية في كلمته بمناسبة تكريمه للشركات الداعمة للجمعية، حيث أشار سموه إلى أن "الجمعية تواصل تنفيذ رسالتها الخيرية المعتادة بمساندة كريمة من المؤسسات والأفراد الذين يحتلون مكانة خاصة لدى القائمين على الجمعية "، ونحن نعتبر جزءاً لا يتجزأ من أعمال وأنشطة جمعية الأطفال المعوقين التي تشرف على أهم وأبرز الأعمال الخيرية، وهي قضايا الإعاقة.
• القطاع الخاص من المكونات الأساسية للدولة ويحظى برعايتها.. فكيف ترى دوره في مجالات العمل الخيري التي تعتبر انعكاساً لحركة التنمية في البلاد؟
- قبل أن أتحدث عن أهمية دور القطاع الخاص في مجالات العمل الخيري، هناك ركيزة أساسية يجب أن يعرفها الجميع، وهي أن المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري ليسا فقط للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بلا يعتبران مسؤولية كل فرد وإنسان نحو مجتمعه؛ إذ يجب عليه أن يساهم ويشارك بما أوتي من إمكانات وقدرات لتحقيق التكافل الاجتماعي.
ولا شك أن المسؤولية الاجتماعية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من خطط واستراتيجيات الشركات والمؤسسات بكل القطاعات. ونحن نؤمن ونرى أن العمل الخيري حاضر بقوة ضمن أهداف شركات القطاع الخاص. كما لا بدَّ للفرد قبل الشركات أن يشارك في مجتمعه بمختلف البرامج والأنشطة التي تعود بالفائدة على أفراد المجتمع السعودي بشكل عام، والتي تحقق نتائج مثمرة على المجتمع ككل. ولا شك أن مشاركة الفرد في هذا المفهوم ستنعكس على مشاركة الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، والتي يعول عليها الكثير في مفهوم المسؤولية الاجتماعية.
ولا شك أن العلاقة التي تربط شركة السلام للطائرات مع جمعية الأطفال المعوقين هي أحد النماذج المشرفة في هذا الوطن الغالي، والتي تعكس أهمية دور القطاع الخاص بالعمل جنباً إلى جنب العمل الخيري.
• أكدت الدراسات والتجارب أن العلاقة بين زيادة معدلات التنمية ورواج النشاط الاقتصادي في أي دولة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل الخيري.. فإلى أي مدى يمكن تطبيق ذلك على المملكة؟
= كما ذكرت مسبقاً أصبح مفهوم المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري اليوم حاضراً بقوة في كل شركات القطاع الخاص السعودي، ومن فضل الله أنه أعطى هذه البلاد أمناً واستقراراً يعود بالنفع على أعمال الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى المجتمع ككل؛ لذلك لا بدَّ أن تكون المسؤولية الاجتماعية واجباً دينياً ووطنياً على كل فرد ينتمي إلى هذه البلاد الطاهرة؛ من أجل أن ينعكس ذلك على رفاهية الاقتصاد السعودي.
ولا شك أن الريادة في الأعمال الخيرية هي نهج في هذه الدولة مستمد من عقيدتنا الإسلامية، والتي حث عليها كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-. ولا شك أن هذا النهج الذي أصبحت به دولتنا رائدة في العمل الإنساني انعكس على كل المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة إلى أن أصبحت تولي هذا الجانب أهمية كبيرة حتى تحققت به نتائج مثمرة على الاقتصاد السعودي، وهذا يؤكد أن هناك علاقة بين زيادة معدلات التنمية ورواج النشاط الاقتصادي، وهي ترتبط بالعمل الخيري.
• ينتقد البعض غياب أو ضعف ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص ورجال الأعمال.. كيف يمكن ترسيخ تلك الثقافة وتنميتها؟
- من الملحوظ أن بعض الشركات تحرص على أن يكون لها دور بارز وملحوظ في دعم ومساندة مختلف أنشطة المسؤولية الاجتماعية، والبعض الآخر قد يكون مقصراً بسبب قلة الموارد البشرية المتخصصة في هذا الجانب أو لأي سبب كان. ولكن كل ما أود قوله هنا أن المسؤولية الاجتماعية لا تقتصر على مشاركة واحدة فقط من نوعها بل كل ما يخدم المجتمع السعودي ويعود بالنفع على الجميع هو مسؤولية اجتماعية. ومثال على ذلك: التبرعات المالية، حملات التبرع الدم، تبني أو دعم ومساندة حدث توعوي بأخطار أو أضرار مرض معين، أو المساهمة في التثقيف والتوعية في مختلف الظواهر الخاطئة في المجتمع، والتي بلا شك تساهم في تنمية ونهضة مجتمعنا نحو مجتمع مثقف ومتقدم وواعٍ، وغير ذلك من الأمثلة التي يمكن للفرد أو الشركة المساهمة بها في ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية.
• هل ترى أهمية أن يكون هناك مردود أو تحفيز أكبر للقطاع الخاص من الدولة عند ارتفاع مستوى مساهماته الخيرية والاجتماعية؟
= لا شك أن الدولة لها دور واضح جداً في تشجيع وتسهيل أعمال شركات القطاع الخاص، وهي جزء رئيسي للوصول إلى الأهداف التي تسعى لها كل شركة. وكما ذكرت أننا نحمد الله ونشكره على أن أعطى هذه البلاد حكاماً تجدهم دائماً عوناً ومسانداً في الخطط التنموية لشركات القطاع الخاص بالتوجيهات الكريمة وبتسهيل الأنظمة والقوانين المحفزة لبيئة عمل الشركات السعودية.
وإن الرعاية الكريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين لوضع حجر الأساس لمشروعات (خير مكة) الاستثمارية الخيرية التي تقيمها جمعية الأطفال المعوقين في منطقة مكة المكرمة، هي تكريم وتشريف للشركات الداعمة في هذا المشروع بل لكل شركات القطاع الخاص. وهذا دليل واضح على حرص خادم الحرمين الشريفين على تشجيع وتحفيز شركات القطاع الخاص للدخول في العمل الخيري، والذي بلا شك يعود بالنفع والفائدة على مجتمعنا ووطننا الغالي.
• كيف ترى أهمية مدّ مظلة خدمات الجمعية لتشمل الكثير من المناطق، بإنشاء الكثير من المراكز؛ سعياً إلى توفير رعاية شاملة للأطفال المعوقين؟
- أعتقد أنها خطوة جيدة ومباركة؛ إذ إن هذا سيوسع من خدمات جمعية الأطفال المعوقين التي تقوم بدور رائد لا مثيل له على المستوى العالم العربي أو حتى العالمي في مجال الرعاية الشاملة لأطفال مجتمعنا المعوقين.
• يقوم رجال الأعمال وأهل الخير منهم بدور بارز في مساندة الأعمال الخيرية.. فماذا تقول في ذلك، وبماذا تدعو رجال الأعمال للمشاركة في هذا الإطار؟
- رجال الأعمال لهم دور ملموس في الاقتصاد السعودي، وهذا بلا شك رد للجميل لهذا الوطن الغالي وبلد الخير؛ إذ قدمت الدولة للمواطن السعودي الكثير، والذي يعتبر أهم أولوياتها. وبلا شك أن رجال الأعمال هم من أبناء هذا الوطن الذي يعول عليهم الكثير للمساهمة في جوانب مختلفة من برامج المسؤولية الاجتماعية؛ إذ لا بدَّ أن يكون لهم دور إيجابي في مفهوم المسؤولية الاجتماعية.
• هل ترى، كقطاع خاص، أن الجمعيات الخيرية في حاجة إلى إدارة محترفة ومتطورة لاستثمار مواردها المالية؛ حتى تتمكن من تأمين مداخيل ثابتة لخدماتها المجانية للفئات المستهدفة؟
- من الضروري أن تعمل كل الجمعيات الخيرية على فكرة الاستثمار الذي يضمن لها دخلاً وعوائد ثابتة. ولا بدَّ أن تعي كل المؤسسات الخيرية أهمية التنوع الاستثماري في أعمال وأنشطة الجمعيات الخيرية؛ إذ إن الاستثمار له فوائد كثيرة على المدى الطويل، كما أنه سيساعدها على التنوع في مصادر الدخل والدعم المادي، وحتى لا تعتمد فقط على التبرعات من الجهات الأخرى.
كما أنه من الضروري أن تقوم الجمعيات الخيرية بتوظيف فوائضها المالية في مجالات الاستثمار الآمن، والهدف من ذلك طبعاً التوسع في أعمالها الخيرية بشكل أفضل، وبما يوفر لها مصدراً استثمارياً يعزز من خدماتها في المستقبل. وهناك نماذج كثيرة قامت بها جمعيات خيرية في إطار الاستثمار وفق مخطط استراتيجي.