"تركي السعدان".. واحد من أبناء الجمعية الذين تفخر بهم؛ فهو الآن في المرحلة الثانوية، وعمره 23 سنة، وكان قد تخرج منها عام 1420هـ.. في حفل لا ينساه ولا يزال يذكر ملامح وجوه زملائه وإخوته في الجمعية الذين فرحوا معه بحصوله على شهادة التخرج بعد استكمال برنامجه العلاجي والتعليمي والتأهيلي.
وقتها كان، ولا يزال، برنامج "الدمج" من أهم وأبرز البرامج في الجمعية للرعاية اللاحقة للأطفال المتخرجين الذين تمكنهم قدراتهم الجسدية والعقلية من استكمال مراحلهم التعليمية بصورة عادية في مدارس التعليم العام.. وكان تركي الذي يعاني من شلل رباعي يبشر بالخير، كما يقول والده: "لا أنسي يوم أن التحق بالجمعية، وكان لا يفعل شيئاً تقريباً، ولكن بعد سنوات من العلاج والتأهيل والتعليم داخل أروقة الجمعية أصبح إنساناً مختلفاً، حتى على مستوى التفاعل والتعامل مع الآخرين، حيث أصبح أكثر انفتاحاً على أصدقائه وكل الأسرة، عما كان عليه قبل دخول الجمعية".
ويقول أبو تركي إن ابنه "حصل في الجمعية على برامج متكاملة من العلاج الطبيعي والوظيفي، مكنته من تعلم أشياء لم يكن يعرفها؛ فمثلاً كان لا يستطيع أن يكتب شيئاً أو يتعامل بيديه.. حالياً يتعامل مع الحاسب الآلي والجوال مثله مثل أي شخص عادي، ويتواصل مع أصدقائه، سواء من داخل المدرسة أو من خارجها، بالإضافة إلى دروسه حيث يكتب على الكيبورد بصورة جيدة جداً، وكذلك على الجوال".
ويضيف أبو تركي السعدان: "الآن تركي في السنة الأولى من المرحلة الثانوية، وهو متفوق، وقد كان ترتيبه الأول في المتوسط، وأدعو الله أن يوفقه ويكرمه في دراسته وفي مستقبله؛ فقد كان مجاهداً وصبوراً ومكافحاً؛ حتى يساعد نفسه، ويتجاوز الآثار السلبية لإعاقته.. والحمد لله على كل شيء".
وعن الاستفادة من سنوات التحاقه بالجمعية يقول والد تركي: "إن فضل الله تعالى كان على تركي وعلينا جمعياً في المنزل كبيراً، ثم فضل الجمعية؛ فهي مهما قلنا عليها وفيها لا يمكن الوفاء بحقوقها علينا.. فما تركي سوى قبس من الأنوار التي تضيء بها الجمعية مستقبل هؤلاء الأطفال؛ فعندما التحق ابني بالجمعية لم يكن يفعل أو يعمل شيئاً بنفسه. الآن هو من الأوائل في دراسته، وإن شاء الله سينهي المرحلة الثانوية ثم يلتحق بالجامعة. إصراره وإرادته في تحدي إعاقته استلهمهما من الجمعية؛ فقد كان تأثير المعلمات والاختصاصيات عليه كبيراً، بجهودهن ورعايتهن له طوال وجوده بالجمعية.. وهنا لا بد أن نذكر أن الجمعية ليست مجرد مكان لتلقي العلاج والتعليم والتأهيل لهذه الفئة الغالية من الأبناء ولكنها جامعة لإعادة تأهيل الطفل والأم والأب والأسرة كلها بكيفية التعامل مع الطفل، وكيفية تعامل الطفل مع الآخرين، ولهذا عندما تم دمج تركي بمدارس التعليم العام بعد تخرجه من الجمعية لم يعانِ من مشكلة في التعامل مع زملائه بالمدرسة، ومع المعلمين.. وغير ذلك".
ويختتم أبو تركي السعدان كلامه قائلاً: "لا يسعني إلا أن أتقدم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بعنايته الأبوية بالمعوقين، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية، على كل ما يقوم به من جهود كبيرة في رعاية أطفال الجمعية وقضية الإعاقة، ولكل المسؤولين بالجمعية الذين لا يألون جهداً في تقديم أفضل الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية لأبنائهم الأطفال قبل أن يكونوا أبناءنا".