الرئيس التنفيذي لـ"بندة" : يا عملاء بندة.. هنيئاً لكم خير مكة
التاريخ : 5/10/2015 الموافق : 1436/12/22
69ae26fbf08c84c8b0e55f75ada1e611 (Small) حوار : منتصر جابر   أكد الأستاذ موفق منصور جمال الرئيس التنفيذي لشركة بندة للتجزئة، أن الرعاية الكريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين لوضع حجر الأساس لمشروعات "خير مكة" الاستثمارية الخيرية التي تقيمها جمعية الأطفال المعوقين بمكة المكرمة، هي تكريم وتشريف لجميع عملاء ومنسوبي شركة بندة للتجزئة، مشيرا إلى أننا نفتخر ونعتز بأن أحد الأبراج الخمسة التي يتضمنها مشروع خير مكة، هو باسم عملاء شركة بندة للتجزئة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة بندة في حوار مع "الخطوة" إن الشركة تتشرف بأنها أحد شركاء الجمعية الاستراتيجيين، موضحاً أن هذه الشراكة بدأت قبل نحو عشر سنوات من خلال إطلاق البرنامج الخيري المشترك "دع الباقي لهم" الذي يعتمد على دعم عملاء بندة من خلال تبرعهم للجمعية بما تبقي من هللات أو ريالات من قيمة مشترياتهم في أسواق بندة. هذا، وتضمن الحوار مع الأستاذ موفق جمال الكثير من القضايا والمحاور المهمة حول دوافع الشركة للشراكة مع الجمعية، وأهمية القطاع الخاص كرافد مهم في حركة التنمية التي تشهدها المملكة، ودوره الحيوي في العمل الخيري الذي يأتي امتداداً لدور الدولة.    
  • بداية.. ماذا يشكل تكريم مقام خادم الحرمين الشريفين لكم ممثلاً لشركة بندة للتجزئة بمناسبة تدشين مشروعات "خير مكة" الخيرية؟
= من الصعب اختزال مشاعر الفخر والاعتزاز التي يحملها اليوم جميع منسوبي شركة بندة للتجزئة تجاه هذا التكريم والتشريف من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه؛ فتشريفه -حفظه الله- لوضع حجر أساس مشروعات "خير مكة" الاستثمارية الخيرية التي تقيمها جمعية الأطفال المعوقين بمكة المكرمة، هو بمثابة التكريم لنا من كل مواطن يعيش على أرض المملكة؛ إذ نتشرف بكوننا في شركة بندة أحد شركاء الجمعية الاستراتيجيين، كما أننا نفتخر ونعتز بأن أحد الأبراج الخمسة التي يتضمنها مشروع خير مكة، هو باسم عملاء شركة بندة للتجزئة. وهذه الرعاية الكريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين تعكس اهتمامه ودعمه -حفظه الله- للدور الحيوي الذي تقوم به مؤسسات العمل الخيري والمجتمعي؛ ما ساهم ويساهم في دعم النهضة التنموية التي تعيشها المملكة على كل المستويات.  
  • مبادرة شركة بندة للتجزئة في هذا المشروع الوقفي الرائد بإنشاء مبنى عملاء بندة.. هل يمكن إطلاعنا على بداية فكرة هذا المشروع، والبرنامج الخاص به منذ انطلاقه حتى الآن؟
= بدأت شراكتنا الاستراتيجية مع جمعية الأطفال المعوقين قبل نحو عشر سنوات من خلال إطلاق برنامجنا الخيري المشترك "دع الباقي لهم" الذي يعتمد على دعم عملاء بندة من خلال تبرعهم للجمعية بما تبقي من هللات أو ريالات من قيمة مشترياتهم في أسواق بندة. وبعد النمو المتصاعد لريع البرنامج عاماً بعد عام، أصبح اليوم واحداً من أهم وأكبر برامج المسؤولية الاجتماعية التي تفخر شركة بندة للتجزئة بتبنيها وتنفيذها بالشراكة والتعاون مع أشقائنا وشركائِنا في جمعية الأطفال المعوقين بإشراف ومتابعة شخصية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية. ومنذ انطلاقة هذا البرنامج المبارك حَرِص الجانبان على دعم البرنامج لتحقيق أهدافه المرجوة؛ الأمر الذي ساهم -بعد توفيق الله سبحانه وتعالى- في تطور البرنامج وتنامي حصاده وريعه عاماً بعد عام؛ حيث تجاوز إجمالي إيراداته منذ إنشائه عام 2006 أكثر من 45 مليون ريال. وبعد سنوات من مسيرة تكللت بالقبول والنجاح، اتفقت جمعية الأطفال المعوقين وشركة بندة للتجزئة على إنشاء مشروع خيري استثماري تخصص إيراداته لدعم نفقات تشغيل مراكز الجمعية وما تقدمه من خدمات مجانية للآلاف من الأطفال المعوقين؛ فتم الاتفاق على أن تخصص الجمعية قطعة أرض من أراضي مشروع "خير مكة" يقام عليها المبنى، وتتبني أسواق بندة من جهتها دعوة متسوقي فروع الشركة للاستمرار في دعم البرنامج بهدف إنشاء مشروع خيري استثماري باسم "مبني عملاء بندة الاستثماري الخيري".  
  • ما مكونات المشروع ومواصفاته من حيث عدد الأدوار والميزات التي تتوافر فيه؟
= مبني عملاء بندة الاستثماري الخيري عبارة عن برج إداري تجاري يتكون من 12 طابقاً، ويشمل الكثير من المرافق، من مطاعم ومركز ترفيه ومواقف سيارات، ويبلغ إجمالي مسطحات البناء فيه أكثر من 18 ألف متر مربع، وتم إنجاز التصميمات المعمارية للمشروع، والحصول على رخصة البناء، وشرعت جمعية الأطفال المعوقين في دعوة الشركات إلى تقديم عطاءات التنفيذ.  
  • هل ترى أن مشروع مبنى عملاء بندة الاستثماري الخيري ليس فقط مبادرة من الشركة للجمعية ولكنه توثيق لعلاقة الشركة بعملائها في صرح إنساني خيري؟
= بالتأكيد؛ إذ لا تنحصر علاقة بندة بعملائها في الجانب التجاري، بل هي أعمق وأكثر متانة؛ إذ تشمل الجانب الاجتماعي، وهذا مردّه إلى إيمان جميع منسوبي شركة بندة للتجزئة بالقيم الأخلاقية للمجموعة الأم (صافولا)، وهي: "الأمانة، التقوى، البر، والمجاهدة"، حيث تنظّم هذه القيم الأخلاقية الأربع علاقة موظفي بندة مع أنفسهم ومع الآخرين وأهمهم عملاء بندة. ونحن في شركة بندة للتجزئة نؤمن بأن مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه مجتمعنا هي جزءٌ لا يتجزأ من ثقافتنا، وقيمنا الأخلاقية؛ فرؤية بندة بكل ما تحمل من مضامين وأبعاد وطنية واجتماعية تحتم عليها المساهمة في تنمية وطنها، والعمل على خدمة أفراده بمختلف فئاتهم وشرائحهم. كما أن إدراك بندة المستمر والمتجدد لتنامي دورها في المجتمع، والناتج عن توسعها وانتشارها الجغرافي على مستوى المملكة، الذي يغطي اليوم 38 مدينة، بعدد أسواق تجاوز 430 فرعاً، ضاعف من مسؤوليتها في ابتكار المبادرات الهادفة إلى خدمة مجتمعنا ووطننا؛ وبالتالي فمشروع مبنى عملاء بندة الاستثماري الخيري هو تجسيد لمتانة العلاقة التي تربطنا بعملائنا؛ فهم اليوم قد أصبحوا يشاركوننا بشكل جلي ومباشر في خدمة مجتمعنا ووطننا، وذلك من خلال دعمهم لبرامج بندة في المسؤولية الاجتماعية، وأهمها برنامج "دع الباقي لهم". عنوان
  • هل يمكن اعتبار مبادرة شركة بندة بهذا المشروع الخيري صيغة جديدة للتعاون الاستثماري المثمر بين القطاع الخاص والجمعيات الخيرية بعيداً عن الشكل التقليدي في تلقي التبرعات المادية المباشرة؟
= لا شك أن جمعية الأطفال المعوقين وشركة بندة للتجزئة تضربان اليوم مثالاً جيداً وجديداً لصيغة العلاقة المرجوة ما بين شركات القطاع الخاص والجمعيات الخيرية غير الربحية، سواء من خلال إنشاء ودعم برنامجهما المشترك والمستمر "دع الباقي لهم"، أو من خلال إطلاق مشروع عملاء بندة الاستثماري الخيري ضمن مشروعات خير مكة؛ فالعلاقة الاستراتيجية بين الجانبين أصبحت -بتوفيق الله- نموذجاً يُحتذى للتعاون المثمر ما بين الشركات التجارية والجمعيات الخيرية، كما أظهرت شراكة الجمعية وبندة حجم الفارق ما بين الأعمال الخيرية التقليدية المنحصرة في المواسم أو المناسبات وبين البرامج والمشاريع الخيرية والمجتمعية المستدامة.  
  • ماذا تقول لعملاء بندة في كل مناطق المملكة الذين ساهموا في إنشاء هذا المشروع الخيري لصالح الأطفال المعوقين من خلال مساهماتهم في برنامج "دع الباقي لهم"؟
= أقول لعملائنا الكرام: لم يكن لهذا المشروع المبارك أن يكون أو يقوم لولاكم -بعد الله سبحانه-؛ فها هي مساهمتكم ودعمكم لبرنامج "دع الباقي لهم" نمَت وتطورت وتحولت -بفضل الله- إلى مشروع خيري استثماري يحمل اسمكم في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة؛ لينتفع بريعه الآلاف من الأطفال المعوقين في المملكة؛ فشكراً لكم على ثقتكم بنا، وجزاكم الله خير الجزاء.  
  • انطلاقاً من مشروع مبنى عملاء بندة الخيري.. ماذا تقول للقطاع الخاص بشأن أهمية التواصل مع الجمعيات، وتحمل مسؤولياته الاجتماعية بصورة مستدامة، وليس فقط في مواسم التبرعات؟
= تؤمن "بندة" بأنها تستمد عناصر قوتها من مجتمعها؛ وبالتالي هي مَدينةٌ لهذا المجتمع بالكثير؛ ما دعاها ويدعوها باستمرار إلى ابتكار وتنفيذ المبادرات والبرامج المجتمعية والتنموية التي أصبحت اليوم ركناً أساسياً في كل أهداف الشركة وخططها الاستراتيجية.  وهذا الإيمان الذي انعكس على توجه بندة واستراتيجياتها هو أبلغ ما يمكن أن نقوله في هذا الصدد للشركات الأخرى؛ فشركة بندة للتجزئة هي واحدة من أهم الشركات الوطنية الرائدة والقائدة في قطاع التجزئة على مستوى المنطقة؛ وبالتالي هي تتحمل مسؤولية مضاعفة من حيث كونها القدوة أو النموذج، خصوصاً فيما يتعلق بأسلوب ممارسة العمل الخيري أو المجتمعي بصورة مستدامة.  
  • إضافة إلى برنامج "دع الباقي لهم".. أطلقتم في "بندة" الكثير من برامج المسؤولية الاجتماعية.. ما الأسس والمنطلقات التي تستندون إليها في صياغة هذه البرامج؟
= ننطلق في شركة بندة من استراتيجية خاصة بالمسؤولية الاجتماعية تغطي كل مكونات مجتمعنا الذي نعيش فيه؛ إذ تبدأ من موظفينا أو مجتمعنا الداخلي ثم المجال الذي نعمل فيه، وهو قطاع التجزئة، ثم مجتمعنا الكبير بجميع أفراده وشرائحه، وأخيراً البيئة. وانطلاقاً من هذه الاستراتيجية، طبقنا عدداً من برامج المسؤولية الاجتماعية، وأهمها: "بيئتي صديقتي"، وهو مشروع بيئي مستمر، متعدد المراحل والفعاليات، ويهدف بشكل أساسي إلى الإسهام في الجهود الوطنية الرامية إلى المحافظة على بيئتنا التي نتواجد فيها، وإلى نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع. وكذلك برنامج "كن صحي" الذي يهدف إلى نشر الثقافة الصحية بين جميع شرائح المجتمع، ويتضمن الكثير من الأنشطة والفعاليات المبتكرة، وأبرزها إطلاق شخصية "صحصوح". كما نفذنا منذ أعوام برنامج "التوطين / السعودة" وهو من أهم برامجنا الاستراتيجية في المسؤولية الاجتماعية؛ إذ تهدف بندة من خلال هذا المشروع إلى دعم وتنمية الموارد البشرية الوطنية، وأهم أدواتها لتحقيق هذا الهدف هو التدريب والتأهيل؛ إذ تجاوز عدد موظفيها السعوديين اليوم أكثر من 6500 موظف. إضافة إلى عدد من البرامج والمشاريع الهادفة إلى دعم بيئة العمل الداخلية في الشركة، وتكريس قيم الشركة الأخلاقية بين موظفيها، مثل برنامج قافلة بندة الخيرية الذي اعتادت بندة على تنفيذه في شهر رمضان من كل عام، ويشارك فيه جميع منسوبي بندة؛ لجمع وتوزيع الصدقات على المحتاجين بالتنسيق مع عدد من الجمعيات.  
  • مبادرة إيقاف مشروبات الطاقة في أسواق بندة قرار جريء لاقى استحسان وقبول الكثير من أفراد المجتمع والمهتمين بالصحة العامة.. ما دوافع هذا القرار؟
= مبادرة إيقاف بيع مشروبات الطاقة كانت رسالة توعوية واضحة ومباشرة بعثتها بندة للملايين من أفراد المجتمع بما قد تسببه مثل هذه المشروبات من أضرار صحية. وجاءت هذه المبادرة انطلاقاً من مسؤولية الشركة تجاه مجتمعها ووطنها، خصوصاً في ظل التحذيرات الدولية والمحلية المتزايدة بخطورة الإكثار من تناول مشروبات الطاقة، والتي دفعت عدداً من الدول حول العالم إلى اتخاذ إجراءات مشددة حول منافذ وطرق بيعها للمستهلكين، وقد أطلقتها بندة كامتداد ودعم لكل الجهود الحكومية والمجتمعية في المملكة الرامية إلى الحد من الأضرار الصحية لمشروبات الطاقة. وهذه المبادرة أيضاً تعكس بشكل مباشر أن المسؤولية الاجتماعية في بندة باتت اليوم عنصراً أساسياً في استراتيجية الشركة التسويقية، خصوصاً أن بندة اتخذت قرارات مشابهة في السابق، كان أهمها قرارها بوقف بيع الدخان في كل فروعها عام 2008، والذي تزامن مع حملة توعوية واسعة أطلقتها الشركة آنذاك تحت شعار "وقّفنا بيعها.. والدور عليك".  
  • أكدت الدراسات والتجارب أن العلاقة بين زيادة معدلات التنمية ورواج النشاط الاقتصادي في أي دولة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل الخيري.. فإلى أي مدى يمكن تطبيق ذلك على المملكة؟
= نحمد الله سبحانه أننا في دولة تعتبر رائدة في العمل الإنساني، وهذه الريادة تعكس نهجاً يعلمنا نحن كمؤسسات اقتصادية وتجارية فاعلة أسلوب العطاء الإنساني المثمر، وتحفزنا حكومتنا على المشاركة والإضافة النوعية في هذا الحقل المهم؛ فنحن كشركة وطنية نولي هذا الجانب جزءاً كبيراً من اهتمامنا، ونعتبر المسؤولية الاجتماعية واجباً وطنياً، وكثير من الشركات السعودية الكبرى أيضاً تولي هذا الجانب أهمية كبيرة، وهذا يعني أن ما تفضلت به يتحقق في المملكة؛ فالكيانات الاقتصادية السعودية تعكس الرؤية الوطنية الأكبر التي تمثلها القيادة.  
  • في ظل رعاية الدولة لقطاع الأعمال الخاص.. هل ترى أن هذا القطاع يقوم بدوره الاجتماعي بمستوى عناية الدولة بهذا القطاع كرافد للتنمية؟
= نعم بكل تأكيد، والمأمول أن ينمو في المستقبل، والشراكة المجتمعية أو المسؤولية الاجتماعية يجب أن تكون نظرتنا إليها أوسع، وأن تكون طرق التطبيق متنوعة وتلبي حاجات المجتمع وأفراده، وأن تسهم في المجهود التنموي الذي تقوده الدولة.  
  • ينتقد البعض غياب أو ضعف ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص ورجال الأعمال.. كيف يمكن ترسيخ تلك الثقافة وتنميتها؟
= قد لا أتفق كثيراً مع مَن يقول إن هذا الدور غائب، وربما أتفق مع مَن يرى تطوير هذا الدور، وأبواب المسؤولية الاجتماعية كثيرة، وكل باب منها يدخلنا إلى المجتمع، ولا تنمية دون الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، ولا يمكن إغفال الدور الوطني للكيانات التجارية السعودية، بل أعتبر السعودية من دول المنطقة الرائدة في هذا المجال، ولكن لا يعني ذلك أننا وصلنا إلى قمة عطائنا لمجتمعنا، مع التأكيد أن دورنا الرئيس الآن في ابتكار الأدوات المناسبة والحديثة لتأدية هذا الدور.  
  • هل ترى أهمية أن يكون هناك مردود أو تحفيز أكبر للقطاع الخاص من الدولة عند ارتفاع مستوى مساهماته الخيرية والاجتماعية؟
= الدولة تتعامل بكل صدق مع آليات التنمية بقيادة حكيمة وتوجيه سليم، ومَن يقدم لمجتمعه في أي مجال من المجالات يجد الحكومة إلى جانبه دوماً، ونحن نستشعر واجبنا دون تفكير في أي مقابل؛ لأننا نرى المجهود الحكومي موجهاً فاعلاً لما يمكننا تقديمه لمجتمعنا.