الأطفال المعوقون ينعون فقيدهم الغالي الأمير منصور بن مقرن
التاريخ : 15/11/2017 الموافق : 1439/2/26

رجل حفر اسمه في قلوب لا تعرف الرياء

القلوب الطيبة البيضاء بينها حبل مجدول من الرحمة والمودة لا يعرف الرياء ولا الكذب .. صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة عسير-فقيد الوطن - رحمه الله- كان واحداً من هؤلاء القادرين على أن يحتلوا مكانة خاصة في قلوب كل من يراه ويتعامل معه ، فما بالنا اذا كانوا أطفالاً لمسوا عن قرب انسانيته الطاغية ومشاعره الفياضة . مثلما كان رحيله المفاجئ مؤلماً للوطن ولكل مواطن، فقد كان كذلك بالنسبة للأطفال من ذوي الاعاقة من منسوبي مركز جمعية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير، حيث كان – المغفور له- نموذجاً للمسؤول الأنسان، وقد تجسد ذلك في كثير من مواقفه الإنسانية النبيلة.. وفي زيارة الفقيد الاخيرة للمركز.. غمر الأطفال بعطفه وكرمه واضفى عليهم سعادة كبيرة. وفي هذا اليوم اطلع – يرحمه الله - على كل تفاصيل البرامج العلاجية والتعليمية التي يقدمها المركز للأطفال حيث قام بجولة على العيادة الطبية والفصول التعليمية، وأنصت بحرص شديد للشرح حول خدمات المركز، مما يعكس مدى عنايته بمستوى ما يوفره من وسائل تعليمية، وخصوصاً في الفصول التعليمية الخاصة بالحاسب الآلي، والقرآن الكريم، والتربية الفنية، بالإضافة إلى الفصول الدراسية العامة. وأكد الفقيد خلال الزيارة على أهمية مراعاة فروق الإمكانيات فيما بين طلاب وطالبات المركز وتقديم الخدمات التعليمية اللائقة بهم، حاثاً على العمل بالشكل المأمول الذي يحقق الجودة المطلوب، واستفسر عن الخدمات العلاجية والأساليب العلاجية المتبعة مع الأطفال وقد اسعده كثيراً مستوى التجهيزات الطبية الحديثة والخدمات التي تقدمها العيادات الطبية بالمركز. خلال جولة سموه على اقسام ووحدات المركز، استمع الى شرح واف حيث اهتم الفقيد بزيارة كل ركن بالمركز، وتبادل الاحاديث مع الأطفال، والتقاط الصور التذكارية معهم بكل محبة وتواضع يليق بشخص يتمتع بإنسانية عالية واخلاق نبيلة. ويقول الأستاذ عبدالله المحسني مدير مركز جمعية الأطفال المعوقين بعسير إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن- رحمه الله- للمركز، وقضاء يوماً كاملاً مع الأطفال ليس بغريب على الفقيد فقد كان واحد من أهم الداعمين للعمل الخيري وللمعوقين بشكل خاص، وفي هذه الزيارة الأخيرة للمركز في بداية الفصل الدراسي، وقد حرص -رحمه الله- أن يقضي يوماً كاملاً مع الأطفال، والسلام على كل الاطفال المعوقين، وإهدائهم حقائب مدرسة وهدايا أخرى قيمة. ويضيف عبد المحسن إن الأمير منصور – رحمه الله - ابدى استعداده بدعم المركز، وتقديم العون والمساعدة للأطفال المعوقين. مبيناً الأطفال حرصوا بدورهم في نهاية الزيارة بإهداء الفقيد الراحل هدية عبارة عن صورة فنية له من اعمالهم سجلوا عليها بعض عبارات الشكر والتقدير، وعند استلامه لها أكد باعتزازه بهذه اللوحة، وبانه سيجعلها في مكتبه بمقر إمارة المنطقة كنوع من التقدير والاحترام لهذه الفئة.. رحم الله الأمير الشاب الذي كان عضداً قوياً لأميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز- حفظه الله. جدير بالذكر أن الحادث الأليم راح ضحيته ايضاً عدد من المسئولين الذين كانوا من أكبر الداعمين لمركز الجمعية في منطقة عسير ومنهم الاستاذ سليمان الجريش وكيل امارة المنطقة، والمهندس صالح القاضي امين المنطقة، والمهندس فهد الفرطيش مدير الزراعة بعسير ومحافظ منطقة محايل عسير الاستاذ محمد بن سعود المتحمي والاستاذ خالد بن حميد مسؤول المراسم بإمارة منطقة عسير، والعقيد سعود السهلي والنقيب عبدالله الشهري من مرافقي مرافق الأمير والنقيب طيار نايف الربيعي والملازم طيار محمد الشهراني. وجميعهم- رحمهم الله-  لهم سجل حافل بالأعمال الكريمة تجاه المركز، ومواقف نبيلة لمساندة الأطفال المعوقين في كل ربوع المنطقة، نسأل العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم.