ذوو الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا بحاجة إلى تعليم متكافئ لمن هم في سن التعليم, وتدريبهم على ما يناسب قدراتهم, وإمكاناتهم, ووضع الإعاقة التي يعانون منها؛ من أجل تحقيق احتياجاتهم. ومثل هذه الخدمات هي حاصلة، بحمد الله, إلا أن التأكيد عليها يتطلب توفير مساندة كاملة من المجتمع المحلي, ومن جميع المصادر المختلفة. وهذا ما يجعلني أؤكد وجوب تكييف البيئة الطبيعية؛ لتلبي احتياجات هذه الفئة, ومتطلباتها؛ حتى يكون هناك تفاعل مستمر بين الطرفين.
بين كل هذه الأمور الكبيرة تقبع التفاصيل اليومية للحياة, وتعديل مجرياتها بالنسبة لهذه الفئة, وذلك حسب نوع الإعاقة, وشدتها, وعوامل أخرى, ومحاولة التغلب عليها؛ إذ من وظائف المجتمع أن يضمن تعايش كل فئات المجتمع فيه على أساس التكافؤ؛ من أجل تحقيق النجاح في تربيتهم, وتأهيلهم, وتعليمهم, وبالتالي التقليل والحد من آثار الإعاقة السلبية من خلال التكيف الذي لا يتأتى من قبلهم, وإنما ممن يحيطون بهم.
إن إزالة جميع هذه العوائق التي تعترض فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في معيشتهم, وفي إنجاز مستلزمات الحياة اليومية على مدى فترة طويلة من الزمن أو بشكل دائم حقوق مشروعة, سواء كانت تلك العوائق هندسية, أو مادية, أو نفسية, أو اجتماعية, أو غيرها؛ باعتبار أن "رابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة, والسرور. والحبّ الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهِراً, وجميلاً, وخالداً", كما يقول جبران خليل جبران.