كلما شاهدت طفلًا يعاني إعاقة حركيه وذهنية وتشنجات صرعية شديدة كان سببها التهاب سحايا حدث في الأشهر الأولى من العمر، ولم تتم معالجته بالشكل المناسب، تعود بي الذاكرة إلى جنى، تلك الزهرة الجميلة التي لم تتجاوز الستة أشهر من العمر، والتي كانت أول صيحة لزوجين حالمين ببيت سعيد؛ جنى، أتى بها والداها إلى قسم الإسعاف في إحدى المستشفيات بسبب حمى متوسطة وخمول مع قلة الرضاعة، فقرر طبيب الإسعاف تنويمها وعمل تحاليل استقصائية للالتهابات والبدء في استخدام المضادات الجرثومية المناسبة، طلب الطبيب إجراء بزل قطني لفحص سائل الدماغ خشيه وجود التهاب السحايا وهو ما يخشاه كل طبيب أطفال يعاين طفلًا صغيرًا به حمى وخمول، رفض والد جنى هذا الإجراء خوفًا مما ينتشر بين الناس من حدوث الشلل بعد مثل هذا الإجراء وهي خرافه لم تثبت صحتها، خصوصًا حين يقوم بهذا الإجراء من يعرف الحالات التي لا يُنصح فيها بإجراء البزل القطني، ومن تلك الحالات وجود تورم في الدماغ مما يسبب ارتفاعًا غير متجانس في ضغط الدماغ قد تتطور لتشكل ضغطًا على أجزاء مهمة، وقد تنتهي في أسوأ الحالات إلى الموت الدماغي، إلا أن فحص سائل الدماغ في حالات حمى الأطفال خصوصًا في السنة الأولى من العمر يعتبر بالغ الأهمية لتحديد نوع العلاج المناسب ومدته.